الثلاثاء 13 مايو 2025
28°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 طلال السعيد
كل الآراء

عميد الأسرة

Time
الأربعاء 14 أغسطس 2024
View
180
طلال السعيد
زين وشين

رحل كبير الكويت كلها، الرجل العظيم، عميد أسرتنا الحاكمة، بل عميد الاسرة الكويتية كلها، حاكماً ومحكوماً.

رحل الرجل الحكيم الذي عمل بصمت وجد، وتفان، واخلاص من اجل وطنه، من خلال تقلده مناصب كبيرة وكثيرة، قبل الاستقلال وبعده.

فقد كان صاحب تجربة طويلة، وخبرة سياسية عظيمة، اثرت الحياة السياسية في دولة الكويت، فلم تكن تتخذ القرارات المصيرية الكبيرة إلا بعد الرجوع اليه، وقد ترك بصمة واضحة في تاريخ الكويت، لا يمكن ان تنسى، ودخل تاريخ الكويت من اوسع أبوابه.

له مآثر عظيمة في كل مكان عمل فيه، وله نقاشات مثمرة في مجالس الامة، ومجالس الوزراء التي شارك فيها بحكم وظيفته، تعلمت منه الاجيال، وسار على نهجه الكبار والصغار، فقد كان صادقاً مع نفسه ومع الناس.

اتسم بالهدوء والتريث قبل اتخاذ القرار، ورغم مسؤولياته الجسام لم يقطع صلته بالشعب الكويتي في كل مناسبة، فزياراته كانت مستمرة لديوانيات الكويت كلها، ومن دون استثناء، فقد احب الناس وأحبوه، وبادلهم التقدير والاحترام، وبادلوه الزيارات فكان ديوانه عامراً كل يوم ثلاثاء بكل الوان الطيف الكويتي، يعرف كل من يزوره ويعطيه حقه من التقدير والاحترام.

رحل سالم العلي كما يسميه اهل الكويت، الرجل الكبير الذي آمن برسالته الوطنية، وكان قريباً جداً من الشعب الكويتي، صاحب الابتسامة الدائمة والصوت الهادىء، والعرف والمعروف، والديوان المفتوح الذي يستقبل الكبير والصغير، فهو يعرف اهل الكويت كلهم معرفة الأب لأبنائه، ومعرفة الاخ الكبير لإخوانه، فقد كان ينزل الرجال في منازلهم ويقدرهم ويقدرونه.

رحل سمو الشيخ سالم العلي الصباح، رئيس الحرس الوطني، بعد رحلة طويلة من الإنجازات منذ استقلال دولة الكويت حتى وفاته، تقلد فيها مناصب عديدة حتى آخر أيامه، فلم يبخل على بلده بالعطاء، ولم يبخل على مواطنيه في المواقف الصعبة، فقد اعطى وتصدق، وكافأ وتبرع لكل محتاج من جيبه الخاص، ولم يبخل.

اسس جهاز الحرس الوطني كصرح من اهم صروح الوطن، وحصن منيع ضم نخبة المواطنين، فشهدت له الأزمات، وكلنا نتذكر ان الحرس الوطني هو الذي صمد في وجه الغزاة يوم 8/2، ولقن العدو دروساً لن ينساها، وسطر البطولات في ملحمة وطنية استمرت من الصباح الباكر حتى الليل، شهد العالم لبطولات ابناء الكويت البررة، وتلك ثمرة بذرته الطيبة التي بذرها ورعاها.

عظم الله اجر الكويت كلها برحيل كبيرها، هذا الرمز الوطني الكبير، وعظم الله اجر الاسرة الحاكمة الكريمة برحيل عميدها، وعظم الله اجر أنجاله الكرام، وأحفاده وجعلهم خير خلف لخير سلف.

وانا لله وانا اليه راجعون.

آخر الأخبار