الإهمال سبب الفساد السياسي... والعبرة بالمجنون والكرسي

حديث الأفق

الوالي: عليك بالصبر... فمن يخالف القانون ينَل العقاب

المجنون: أيها الوالي أنا لا أبكي على نفسي... إنما عليك

قصة اليوم فيها عبر عن كيفية إدارة بعض القادة لدولهم، أكانوا من الرحماء مع شعوبهم، أو ممن لا يعيرون أهمية لما يحصل في دولهم.

فمن القصص المعبرة، يحكى أن مجنوناً دخل يوماً إلى دار الحكومة، وجلس على كرسي الوالي، وأخذ يقلده في أفعاله، فلما رآه الحرس والحجاب ضحكوا للوهلة الأولى عليه، ثم أدركوا أن الوالي لو دخل عليهم ووجد المجنون جالساً على كرسيه فسوف يبدل ضحكهم بكاءً، فهرعوا إلى المجنون بعد أن نصحوه بأن ينزل من كرسي الوالي، فامتنع، فأخذوا يضربونه حتى أنزلوه.

حينها ذهب المجنون إلى زاوية في القصر وأخذ يبكي، وفي هذه الأثناء دخل الوالي، فرأى أن وضع القصر غير طبيعي، فسأل رئيس الحرس ما الذي حدث؟

قال الأخير: "سيدي إن مجنونا جلس على كرسي الوالي، فلما وعظناه بالترجُّل امتنع، فاضطررنا إلى ضربه، وهو الآن موجود في إحدى زوايا القصر".

ذهب الوالي إلى المجنون فوجده يبكي، فقال له: "عليك بالصبر، فمن يخالف القانون عليه أن يوطن نفسه لمثل ذلك".

ردّ المجنون: "أيها الوالي أنا لا أبكي على نفسي".

تعجّب الوالي لذلك، وقال: "فما سبب بكائك"؟

فقال: "لقد جلست على كرسيك بضع دقائق، فنزل بي من العذاب والضرب ما تراه، فكيف بك وقد جلست عليه لسنوات، فإنه لا يعلم ما ينزل بك من العذاب يوم القيامة إلا الله".

الخلاصة من ذلك، على الجميع الانتباه إلى المسؤولية التي يحملونها، فالحاكم مسؤول وسيسأله الله عن أعماله، وكل من تولى منصباً سيسأله الله عما صنع به، أكان خيراً أو شراً، والويل لمن استغل منصبه لظلم الناس، فالمنصب لا يدوم، وما تصنعه في غيرك ستجده أمامك، والجزاء من جنس العمل.

نكشات

الآن كمواطن أشعر بأن بلادي فيها حاكم عيونه في كل مكان، وشعاره كل مواطن خفير، ولقد أوقف الكثير من العبث، وما زال هناك عبث يتكشف كل يوم.

أحد الحكماء قال: "إن لم تستطع قول الحق فلا تصفق للباطل"، فكم من الجماهير كلهم عبط صفقوا للباطل، وغيّروا ما تطلبه القوانين.

يا رئيس مجلس الوزراء أمعن النظر في قضية قروض المواطنين، إذا كان من الصعب إنهاؤها، انهِ متاعبها من سجن، ومنع سفر، وملاحقة وازعاج.

المطلوب من وزير الخارجية أن يؤدي دوره، فليس للوزير أن يتحرك فقط إلى الحفلات والمهمات الخارجية، هناك أشياء يريدها المواطن من جهازه، هناك مظلوميات يواجهها المواطن في بلدان أخرى على الوزير أن يتابعها.

يقول جلال الدين الرومي: "ارتق بمستوى حديثك لا بمستوى صوتك، فالمطر الذي ينمي الأزهار وليس الرعد بصوته الهادر".

متى نرى مدينة الكويت مثل المدن الأخرى جميلة ومفرحة، وأهلها يتمتعون بإجازاتهم ومناسباتهم فيها من دون أن يسافروا؟

درس في الفساد السياسي

سأل طفل والده: ما معنى الفساد السياسي؟

فأجابه: "لن أخبرك لأنك صغير، ومن الصعب عليك في هذه السن أن تفهمه، لكن دعني أقرب لك الإجابة، مثلاً، أنا أنفق على البيت، فهذا يعني أنني الرأسمالية، وأمك تدير شؤون المنزل، فهي الحكومة، وأنت تصرف من مالي، فأنت الشعب، وأخوك الصغير هو أملنا، لذا نسميه المستقبل، أما الخادمة التي تعمل لدينا وندفع لها أجرها، فهي القوى الكادحة".

هل فهمت الآن؟ فقال له ابنه: "لم أفهم كثيراً"، وذهب يفكر في الموضوع، وفي الليل لم يستطع الطفل النوم، فنهض من فراشه قلقاً، ولما سمع أخوه الصغير يبكي ذهب إليه فوجده من دون حفاضة، فذهب ليخبر أمه فوجدها غارقة في النوم، ولم يجد والده فذهب ليبحث عنه في أرجاء المنزل، فسمع صوته يلهو مع الخادمة، فذهب إلى فراشه، وفي الصباح قال لأبيه لقد عرفت معنى الفساد السياسي، وهو أن تلهو الرأسمالية بالقوى الكادحة وتكون الحكومة نائمة في سبات عميق عندها يصبح الشعب تائهاً ومهملاً، ويصبح المستقبل غارقاً في القذارة"!