يعتبر الاعلام الكويتي، بشقيه المرئي والمسموع، رائد الاعلام الخليجي، إن لم يكن العربي، لما يحظى به من دعم حكومي سخي منقطع النظير، والشفافية الكبيرة، وهامش الحرية، التي ترعرع فيها رواد الاعلام الكويتي، والصحافة الكويتية من مفكرين، ورؤساء تحرير، وكتاب مقالات، ذاع صيتهم، وشدت أعمدتهم اليومية انظار القراء في الوطن العربي، والخليج لما لهم من المصداقية في نقل الخبر، وتحليل الواقع دون محاباة، أو تزلف. زد على ذلك وجود اكاديميين في جامعة الكويت والمراكز الدراسية الستراتيجية المحلية، يتوق العالم العربي لتحليلاتهم وطرحهم الجريء، والعلمي، والمنطقي، وتتسابق العديد من الدول لنشر مقالاتهم، ومحاضراتهم واستضافتهم في غالبية المحطات المشهورة، لإدارة المناظرات، والرد على ما يثار من تساؤلات، وادعاءات، في الشأن المحلي، والخليجي، والعربي.
ولكن مع الأسف، إذاعة دولة الكويت الرائدة والعريقة، وما تزخر به من برامج ولقاءات، ناهيك عن رصيدها الكبير من التراث الكويتي والخليجي والعربي، الذي توجته وزارة الاعلام بالمنصة "51" ليكون متاحا لكل العالم ولكل المهتمين.
إلا أن هناك عتباً كبيراً عليها، وكما يقال "نص العتب محبة"، إذ إن في برامجها السياسية والتحليلية لما يدور في المنطقة والعالم، تستضيف محللين عرب، وتستشهد بمقالات كتاب عرب وخلجيين حديثي عهد في هذا المجال، وتتجاهل، عن قصد أو غير قصد، كفاءات محلية، من رؤساء تحرير، ومحللين سياسيين، واكاديميين، وتشنف اسماعنا بأسماء لإعلاميين عرب لم نسمع بهم من قبل، وبتحليلات لا تمت للواقع بصلة، أو ينقصها الكثير من الحيادية والموضوعية، ولسان حال الوزارة كما يقول المثل: "باب النجار مخلع"، أو تعبر دون أن يعرف مسؤولوها، أو قد يتعمدون أن يقولوا "أن الكويتي لا يعرف"، قياسا على القول السائد، الذي فيه الكثير من التجني على أبناء الوطن، "من أن الكويتي لا يريد أن يعمل"؟
ونقول ردا عليهم "دهنا في مُكبتنا" أحسن، و"حلات الثوب" أن يصممه، ويخيطه، ويزينه أهله، وليس مجرد رقعه فقط، وأخيرا نقول وزارة الاعلام، واذاعة الكويت التفتوا لما لديكم من كفاءات وطنية استعينوا بها، فهم الاقدر على التحليل، و"عطينا وجه" يا وزارة الاعلام.
دكتور في القانون ومحام كويتي
[email protected]