حوارات
تستقرُّ القناعات الشخصية عن الذّات والميول السلوكيّة الخاصّة بالإنسان في عقله الباطن، وما العقل الواعيّ سوى قناة تمرّ خلالها الأفكار والمشاعر حتى تستقرّ في العقل الباطن، والذي يمثّل اللوحة الأساسية للعقل الانساني.
ووفقًا لهذه الحقيقة العلميّة المثبتة (أهميّة العقل الباطن)، فشقاء الفرد وسعادته في حياته ستقرِّرها طريقة استعماله هذا العقل، ومن بعض المبادئ والاساليب الفعّالة لتقويته وتطويره، نذكر ما يلي:
-التعرّف: أولى خطوات تقوية وتطوير العقل الباطن (العقل اللا واعي) تتجسّد في تسجيل الإنسان في مذكّراته اليومية قائمة كاملة بمعتقداته، وقيمه، ومبادئه الشخصية الخاصّة به (تحليل ذاتيّ للشخصية)، فلا يمكن للمرء تطوير شخصيته ما لم يعرف الأسس، الفكريّة والنفسيّة، التي ترتكز عليها (اعتقادات العقل الباطن).
- الشقاء والسعادة: ينشأ الشعور بالشقاء وبالبؤس، والشعور بالسعادة والرضى النفسي في الغرف الداخلية للعقل الباطن، فمشاعر الشعور بالنقص والدونيّة، وما يعقبها من شقاء نفسيّ ذاتيّ المنشأ، تؤسس لها الأفكار السلبية التي تغلغلت إليه، ومشاعر السعادة والقناعة والرضى النفسي، والحزن، والاكتئاب تصنعها النفس الأمارة بالسوء، والنفس اللَّوَّامَةُ، والنفس المطمئنة التي مقرّاتها الرئيسية في العقل الباطن.
- تقوية وتطوير العقل الباطن: يقوى هذا العقل عندما يعرف الإنسان ما يميِّزه عن عقله الواعيّ من حيث عدم وجوده الماديّ، وكيفية تخزينه للتجارب والذكريات، وتأثيره المباشر على كيفية تعامله مع نفسه، ومع ما يتعامل معه من كلام وتصرفات الناس. ومن بعض الأساليب الفعّالة لتطوير العقل الباطن ربط الفرد بين طريقة تكوينه لانطباعاته الذاتيّة، وبين الدور الأساسي الذي يؤديه عقلنا الباطن، والانسان العاقل سيتذكّر دائمًا أنه هو من يسمح للأفكار أن تنغرس في عقله الباطن، ومن يتحكّم بعقله الواعيّ ويفلتر الأفكار التي تدخل اليه سيتحكّم تباعا بما يستقر في تفكيره اللاواعيّ. وكلما قوي تحكّم الفرد بعقله الباطن كلما قويت مناعته الفكريّة ضدّ الأفكار السلبية التي ستضرّه لو سمح لها بتشكيل عقله اللاواعي من الداخل.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@