زين وشين
الدين الحنيف نزل على نبينا الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) من رب العزة والجلال ترغيبا وترهيبا له، حذّر من النار، ورغّب بالجنة، والدنيا كلها اخذ وعطاء، تعطي فيعطيك الله سبحانه، الا ربعنا يسيرون عكس القاعدة التي يسير عليها العالم كله، فهم يجيدون اسلوب التهديد والوعيد، ولا يعطون شيئا في المقابل!
فبالأمس يحذرون من الاعتداء على الموظف اثناء تأدية واجبه الوظيفي، ويهددون ويتوعدون بتغليظ عقوبة من يعتدي عليه، ونحن معهم، لكن في المقابل ماذا عن الموظف الذي يهمل واجبه الوظيفي، ويتعمد تعطيل مصالح المواطنين، والذي يغلق مكتب الحكومة الذي يحسبه مكتبه على نفسه، ويتمترس خلف السكرتارية بحجة انه في اجتماع مغلق، ألا يستحق هذا ومن على شاكلته تغليظ العقوبة عليه، ايضا واقلها العزل من وظيفته؟
وقديما قيل المحترم يحترم، فلا احد يعتدي على موظف يحترم نفسه، ويحترم الناس، كذلك الحال بالنسبة للأطباء، خصوصا الأشقاء اياهم، ومن يعمل بالطوارئ منهم، ونقصد بعضهم الذي يقفل غرفته على نفسه، او ينشغل عن المرضى بأمور تافهة، او لا يعطي المريض حقه من التشخيص، او يكتب العلاج قبل فحص المريض، والبعض منهم يتعمد استفزاز المراجع حتى يعتدي عليه المراجع، وبالتالي تصبح قضية، ثم تنتهي بالتنازل بعد ان يقبض الطبيب المشتكي مبلغا وقدره! ففي هذه الحال من الذي يستحق تغليظ العقوبة؟
كذلك في قانون المرور الجديد، او قل ما نشر منه، هناك ايضاً تغليظ للعقوبات، بشكل غير مسبوق، والهدف المعلن هو ردع المستهترين، ونحن معهم، لكن ماذا قدم القانون الجديد للمواطن في المقابل من تسهيلات تجعله يتقبل القانون الجديد بصدر رحب، وهل يحاسب حامل دفتر المخالفات على تعسفه باستخدام صلاحياته؟
مشكلتكم أنكم "ما تبشرون بخير"، تلوحون لنا بالعصى بين فينة وأخرى، ظناً منكم ان الابل تورد بهذه الطريقة.
تتوعدوننا بتغليظ العقوبات، ولا تقدمون لنا في المقابل ما يجعلنا نتقبل عقوباتكم المغلظة، على اساس ان المسيء يحاسب والمحسن يكافأ.
والله ان الشعب الكويتي يحترم القانون، والمخالفين قلة، والردع واجب وفرض هيبة الدولة مطلب شعبي، لكن مهم جداً ان يكون هناك شيئاً في المقابل...زين.