الأمم المتحدة تأمل في تقدم... والبرهان لبلينكن: نتمسك باتفاق جدة ونرفض توسيع قائمة مسهلي الحوار
جنيف، بورتسودان، عواصم - وكالات: أكدت السعودية والولايات المتحدة وسويسرا والإمارات ومصر والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة أمس، العمل بشكل جاد ومكثف لوقف الحرب في السودان، مشددين في بيان مشترك على السعي في سويسرا إلى دعم السودان ووصول المساعدات الإنسانية ووقف الأعمال العدائية، والامتثال وفقًا لنتائج محادثات جدة السابقة، والمساعي الأخرى والقانون الإنساني الدولي.
من جانبها، دعت الولايات المتحدة الأميركية رئيس مجلس السيادة قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان إلى ضرورة مشاركته في محادثات جنيف، وأكد وزير الخارجية أنتوني بلينكن للبرهان في اتصال هاتفي أن المجتمع الدولي اجتمع لدعم مسار المفاوضات التي استضافتها سويسرا والسعودية للوصول إلى الامتثال لإعلان جدة ووقف الأعمال العدائية والوصول الإنساني وإنشاء آلية لمراقبة التنفيذ، موضحا أن هذه الأهداف تعكس الالتزامات الواردة في إعلان جدة، مشددا على الحاجة الملحة للقوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لإنهاء الحرب وضمان وصول المساعدات الإنسانية لملايين السودانيين.
في المقابل، اكد البرهان لبلينكن، التمسك بتنفيذ اتفاق إعلان جدة حسب الرؤية التي تم تقديمها لأطراف منبر جدة، ونقل مجلس السيادة عن البرهان القول لبلينكن إنه ليس هناك مانع للجلوس مع المسهلين لمنبر جدة للنقاش حول كيفية تنفيذ الاتفاق، لكنه أكد رفضه توسعة قائمة المسهلين، كما جدد مجلس الوزراء السوداني تمسكه بمخرجات اتفاق جدة، واكد المتحدث باسم المجلس وزير الثقافة والإعلام السوداني جراهام عبد القادر أن المجلس أمن على ما توصل إليه وفد حكومة السودان لمفاوضات جدة بين الجانب السودانى والأميركي، مشددا على انفتاح السودان لمخرجات جدة.
بدورها، أعربت الأمم المتحدة عن الأمل في أن تؤدي محادثات جنيف بشأن السودان إلى تقدم ملموس نحو وقف فوري لإطلاق النار وتحسين الوصول المساعدات والاغاثة الإنسانية، وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق إن المبعوث الشخصي للأمين العام الى السودان رمطان لعمامرة يقود وفدا أمميا يشارك بصفة مراقب في المحادثات التي تستضيفها الولايات المتحدة والسعودية وسويسرا في جنيف، مضيفا أن الوفد الأممي يضم تمثيلا من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، مشيرا إلى أن المبعوث الشخصي للأمين العام يحض الأطراف على الالتزام الحقيقي بالحوار الفعال، مشددا على أن مشاركة الأمم المتحدة بصفة مراقب جزء من الدور التنسيقي الأوسع لتعزيز الوساطة الدولية المتناغمة بهدف دعم صنع السلام في السودان.
من جهتها، دعت جامعة الدول العربية إلى تناغم التحركات العربية والأفريقية والدولية من أجل تحقيق السلام في السودان فيما أكدت مجددا تمسكها بثوابت الموقف العربي إزاء ما يجري بالسودان، مشددة في بيان تعقيبا على اجتماعات جنيف لبحث وقف إطلاق النار، على ضرورة أن تكون التحركات في إطار من الاحترام الكامل لأمن وسيادة وسلامة أراضي السودان والحفاظ على مؤسساته الوطنية وفي طليعتها القوات المسلحة السودانية والتنفيذ الكامل لإعلان جدة الموقع في 11 مايو 2023.
وأوضحت أنها تعتبر دعوتها التي لم تصل حتى الآن للمشاركة في الجهد المطلق في جنيف بمنزلة تطبيق لقرار مجلس الأمن رقم 2736 بتاريخ 13 يونيو 2024، الذي أكدت فقرته العاملة الثامنة على "التواصل المنسق مع الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية والجهات الفاعلة الإقليمية الرئيسية الأخرى للمساعدة في النهوض بالسلام في السودان"، معتبرة ذلك يعكس الأولوية الكبيرة التي توليها لقضايا السلام والأمن في السودان باعتباره دولة عربية هامة وجسرا للتواصل العربي الافريقي.
من ناحيتها، أكدت الإمارات أنها تبذل جهودا حثيثة لدعم السودان وضمان وصول المساعدات الإنسانية للشعب السوداني، وقالت الخارجية الإماراتية بشأن مشاركة أبوظبي في محادثات جدة، إن جهودها تهدف ايضا الى وقف الأعمال العدائية في السودان والامتثال لنتائج محادثات جدة السابقة والمساعي الأخرى والقانون الإنساني الدولي.
إلى ذلك، حذر رئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان "يونيمس" نيكولاس هايسوم من تدهور الأوضاع الإنسانية والاقتصادية، مشددا على أن تكاليف التقاعس عن العمل في هذه المرحلة باهظة للغاية، كاشفا في إحاطة أمام جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة الإنسانية المطولة النابعة من انعدام الأمن الغذائي المزمن وآثار الصراع في السودان، إن الصراع أدى إلى انتقال 750 ألف لاجئ ونازح داخلي حتى الآن وعدم اليقين في مواجهة الأحداث السياسية الحرجة اللازمة للانتقال السلمي.