الجمعة 20 يونيو 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كيف توسّع إيران نفوذها عبر الجماعات المسلحة الحليفة في المنطقة؟
play icon
المرشد الإيراني علي خامنئي خلال حضوره اجتماعا مع أعضاء القوات الجوية للجيش في طهران (وكالات)
الدولية   /   أبرز الأخبار

كيف توسّع إيران نفوذها عبر الجماعات المسلحة الحليفة في المنطقة؟

Time
السبت 17 أغسطس 2024
View
50
طهران تمتلك شبكة من الميليشيات ستكون إلى جانب "حماس" أقوى أوراقها في حال دخلت في حرب شاملة مع إسرائيل
السيطرة التي تمارسها إيران على الميليشيات التي تدعمها تتفاوت من قيادة مباشرة لكتائب "حزب الله" العراقية إلى أهداف مشتركة مع الحليف الأيديولوجي "حزب الله" و"حماس" المؤلفة من السُنّة

واشنطن - ليزا باير وإيثان برونر: يعيد تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران مجددا احتمال اندلاع حرب شاملة بينهما، وتتهم إيران إسرائيل باغتيال المسؤول السياسي لحركة "حماس" المدعومة من إيران إسماعيل هنية في طهران يوم 31 يوليو الماضي، وكانت قد تعهدت بالانتقام لمقتله، وفي حال وصلت الأمور إلى حرب شاملة، فإن أحد أقوى أوراق إيران سيكون شبكة الميليشيات الأجنبية الحليفة، إلى جانب حركة "حماس" التي دعمتها ورعتها لعقود، وقد كثفت هذه الميليشيات بالفعل عملياتها ضد إسرائيل منذ بدء حربها مع "حماس" في أكتوبر الماضي.

وكانت إيران قد بدأت تمويل وتسليح الجماعات المسلحة في الخارج بعد الثورة الإسلامية عام 1979، حيث سعى زعماء الشيعة الأصوليون الجدد في البلاد إلى نشر مهمتهم إلى بقية المنطقة، وتحظى هذه الجماعات برعاية "فيلق القدس" الإيراني، وهو جناح من "الحرس الثوري" الإسلامي النخبوي في البلاد والذي نشأ من حرب إيران من عام 1980 إلى عام 1988 مع العراق، ورغم أن إيران قاتلت القوات العراقية المسلحة بشكل أفضل والمدعومة من الغرب حتى وصلت إلى طريق مسدود، إلا أن التكلفة الاقتصادية والبشرية كانت مدمرة، في وقت تجنب قادة إيران الحرب المفتوحة منذ ذلك الحين، مفضلين إمكانية الإنكار ومعدلات الضحايا المنخفضة التي يوفرها استخدام العمليات السرية والقوات بالوكالة.

"حزب الله"

كان التركيز الأول لستراتيجية الميليشيات الإيرانية في لبنان، حيث دعمت إيران جماعة "حزب الله" الشيعية، وكان قد تأسس "حزب الله" في عام 1982 ردا على احتلال إسرائيل لجنوب البلاد، واستلهم أفكاره من الثورة الإيرانية، ورغم انسحاب إسرائيل من لبنان في عام 2000، استمر "حزب الله" في مهاجمتها بحجة أن إسرائيل ما زالت تحتل جزءًا من الأراضي اللبنانية، وخاضت إسرائيل و"حزب الله" معارك متكررة، بما في ذلك حرب عام 2006. وبعد هجوم حماس في 7 أكتوبر الماضي، الذي أشعل الحرب الأخيرة مع إسرائيل، بدأ "حزب الله" في إطلاق صواريخ وقذائف على شمال إسرائيل تضامنًا مع الجماعة الفلسطينية.

ومثل "حماس"، تصنف الولايات المتحدة "حزب الله" كمنظمة إرهابية، ويُعتقد أن الجماعة كانت وراء عدد من الهجمات الكبرى على أهداف أميركية في الثمانينيات، كما اتهمت السلطات في الأرجنتين "حزب الله" بتنفيذ تفجيرين في بوينس آيرس، أحدهما في السفارة الإسرائيلية عام 1992 وأسفر عن مقتل 29 شخصا، والآخر في مركز للجالية اليهودية بعد ذلك بعامين وأسفر عن مقتل 85 شخصًا، وتقول الولايات المتحدة وإسرائيل إن إيران كانت وراء هذه التفجيرات.

في عام 1990، أعلن المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي، إن "فيلق القدس" تم تصميمه لتأسيس خلايا "حزب الله" الشعبية في جميع أنحاء العالم، وأحدث تطبيق لهذه السياسة كان في دعم إيران لتمرد الحوثيين في اليمن، حيث يسيطر الحوثيون الذين يتبعون فرع الزيدية من الإسلام الشيعي على شمال غرب اليمن منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2014، وقد مكنتهم الأسلحة والتدريب والمعلومات الاستخباراتية الإيرانية من تحسين قدراتهم العسكرية بشكل كبير، وتضامنا مع "حماس" حاولوا استهداف إسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيّرة، وشنوا هجمات متكررة على السفن العابرة في البحر الأحمر، مما أدى إلى تعطيل التجارة العالمية.

ميليشيات العراق وسورية

واتسعت سياسة إيران في دعم الميليشيات في دول أخرى بشكل كبير بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، الذي جلب نحو 150000 جندي أميركي إلى حدود إيران، وقدم لها فرصة طال انتظارها للهيمنة على العراق، ومن خلال الأغلبية الشيعية التي تم تمكينها حديثًا في البلاد، بدأ "الحرس الثوري" في تنظيم وتسليح الميليشيات الشيعية بعبوات ناسفة وغيرها من المعدات لمهاجمة القوات الأميركية في العراق بهدف طردها، وأصبح دعم إيران للميليشيات الشيعية في العراق علنيًا في عام 2014، عندما أيدت الحكومة العراقية رسميًا هذه الميليشيات كوسيلة لمحاربة متشددي تنظيم "داعش"، تحت مظلة قوات الحشد الشعبي، وقد منح هذا الدعم إيران نفوذا لتشكيل الحكومات العراقية بفضل قوة النيران وبروز هذه الميليشيات.

وفي سورية، تدخلت إيران للحفاظ على حليفها الوحيد الرئيس السوري بشار الأسد، ضد ما بدأ في عام 2011 كثورة شعبية، خاصة بين الأغلبية السنية، ومع عدم رغبتها في نشر أعداد كبيرة من قواتها، استعانت إيران بحزب الله وميليشيات من العراق، بالإضافة إلى مقاتلين شيعة من أفغانستان وباكستان، للقتال في سورية، ورغم الحاجة إلى دعم روسي، نجحت السياسة في إنقاذ الأسد وتأمين طريق بري لإمدادات إيران العسكرية من طهران إلى لبنان.

وبعد اندلاع حرب إسرائيل و"حماس"، بدأت منظومة شاملة من الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران في العراق وسورية تطلق على نفسها اسم "المقاومة الإسلامية" في تبني الهجمات على القوات الأميركية في البلدين وفي الأردن، وتراجعت الهجمات بعد أن شنت الولايات المتحدة ضربات انتقامية كبيرة في فبراير الماضي، بما في ذلك ضد أهداف مرتبطة بالحرس الثوري، وبعد السابع من أكتوبر الماضي، كثفت إسرائيل ضرباتها ضد الميليشيات المدعومة من إيران في سورية بعد أن اقتربت من الحدود الإسرائيلية، وكانت ضربة مطلع أبريل الماضي في دمشق آخر الهجمات الدموية التي اتُهمت فيها إسرائيل باستهداف "الحرس الثوري" في سورية.

تفاوت التحكم

في حين تتفاوت درجة السيطرة التي تمارسها إيران على الميليشيات التي تدعمها كما تقول لبلومبيرغ، فمن ناحية هناك كتائب حزب الله العراقية، وهي أحد مكونات المقاومة الإسلامية، والتي يُعتقد أنها تعمل ككيان تحت القيادة المباشرة لإيران، وفي الوسط هناك حليف أيديولوجي مثل "حزب الله" اللبناني، والذي سيسعى إلى تحقيق أهداف مشتركة حتى لو فقدت إيران اهتمامها، ومن ناحية أخرى هناك "حماس" والتي تتألف على عكس الجماعات الأخرى من المسلمين السنة وليس الشيعة، و"حماس" هي شريكة نفعية لن تتحالف مع إيران إلا ما دام ذلك يخدم مصالحها المالية والسياسية.

آخر الأخبار