الاثنين 12 مايو 2025
29°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 طلال السعيد
كل الآراء

خلصوا الكويتيين

Time
السبت 17 أغسطس 2024
View
6310
طلال السعيد
زين وشين

حين تدخل مجمع الوزارات، قبل التفتيش، هناك "كاونتر" مكتوب عليه "استعلامات"، وهذا اول ما يقابلك حين تدخل المجمع.

وخيبة الامل، والمؤسف حقاً، ان الموظف على هذا الـ"كاونتر" غير كويتي من الاشقاء اياهم، ولك ان تتصور انك في دولة الكويت، وفي اهم مركز حكومي رسمي يضم مزارات الدولة، والمراجعون اغلبهم مواطنون لإنجاز معاملاتهم في ادارة حكومية كويتية والموظف وافد، فكيف سيكون انطباعك عن المجمع كله؟

اول ما يقابل الزائر هذا المجمع موظف من الاشقاء الوافدين، يمثل الدولة الكويتية، حتى وان كان موظف استعلامات، فما الذي يمنع ان يكون في الاستقبال موظف كويتي بالزي الوطني بمكان هذا الشقيق الوافد، على الاقل تشعر من خلال رؤيته بانك في دائرة حكومية كويتية، ومهما كانت وظيفة هذا الوافد قليلة الأهمية، إلا انه بوجه زوار المجمع، وهذا الامر له ورمزية معينة لا يشعر بها إلا المواطن الذي قلبه يحترق على وطنه، لقد "زاد الماء على الطحين"، فماذا بعد ذلك؟

قلنا، وتكلمنا عن الاحتلال الناعم الذي اصبحنا نشعر بمرارته، ويتألم منه كل مواطن قلبه على بلده، لكن لاحياة لمن تنادي.

من يفد إلى دولة الكويت يعتبرها وطنا بديلا، والدليل هذا الكم الهائل ممن تجاوزوا سن التقاعد، ولم يغادروا، ومن تم الاستغناء عن خدماتهم ولم يعودوا إلى بلدهم، ومن يحملون شهادات إعاقة ومن يراجعون الطب النفسي، وغيرهم كلهم استقروا في الكويت، واصبح من المستحيل اخراجهم الى درجة اننا اصبحنا نشعر باننا "جالية" كويتية تعيش في الكويت، وليس هناك حل يلوح بالأفق، ولا تعديل للتركيبة السكانية لدرجة اننا فقدنا الامل!

اينما تذهب تجدهم امامك، والإحلال اصبح امنية من الصعب تحقيقها، والحملات التي استبشرنا بها خيراً خفت حدتها، والطائرات تذهب فارغة وتعود كاملة العدد الى درجة تجعلك تتصور ان "الكويتيين خلصوا"، وحلت محلهم تلك الجالية التي جثمت على صدورنا والله المستعان...زين.

آخر الأخبار