الكويت تودع الشيخ سالم العلي: رمز العطاء والخير

في مشهد مهيب قلما يجود به التاريخ في الكويت، شيّع الكويتيون جثمان واحد من بناة دولة السلام والإنسانية، وعميد أسرة الصباح، سمو الشيخ سالم العلي الصباح، ليوارى جسده الثرى، فيما تبقى سيرته خالدة لا تنقطع بين أهل الكويت.

وفي ذلك المشهد المهيب الذي شهد مواكب تعازي تقاطرت إلى ديوان المغفور له بإذن الله في منطقة قرطبة بأعداد كبيرة وهائلة من رجالات الكويت، وسفراء الدول العربية والأجنبية، حتى إن شدة الزحام أغلقت الشوارع المحيطة بقصر قرطبة.

رحل عن عالمنا سمو الشيخ سالم العلي الصباح لتطوي الكويت صفحة مشرقة من صفحات تاريخها العريق؛ كتب سطورها الراحل، وهو الابن الأكبر للشيخ علي السالم الصباح، حفيد الشيخ مبارك الكبير مؤسس الكويت الحديثة.

ويعد سمو الشيخ سالم العلي من أبرز رجال الكويت في العمل الخيري، فقد قدّم الكثير من الأعمال الجليلة، والإسهامات المميزة في خدمة وطنه وأمته.

وقد كان سموه آخر من بقي من أعضاء أول مجلس للوزراء تشكّل بعد الاستقلال، حيث وضع ذلك المجلس دستور البلاد.

وقد كانت للراحل مشاركات في أعمال خيرية عديدة، فقد ادى دوراً بارزاً في تأسيس مبرة آل الصباح عام 1988، التي كان من أهدافها رعاية عائلات شهداء الكويت والمصابين.

كما انفق، رحمه الله، على مشاريع خيرية عديدة داخل الكويت وخارجها، كالمساجد والمكتبات والمستشفيات والمرافق الاجتماعية والثقافية والتربوية.

وأنشأ مكتبة متخصصة في قاعدة علي السالم الجوية، وأخرى حملت اسمه، وأصبحت فيما بعد المقر الرئيسي للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، كما ساهم، رحمه الله، مع محسنين آخرين في الكويت، من خلال تبرعهم للهيئة الخيرية الإسلامية، في إنشاء مستشفى الرعاية الصحية عام 2011، إضافة إلى تخصيصه جوائز تشجيعية لعدد من المناسبات الاجتماعية والدورات.

كما قام الراحل، رحمه الله، عام 2007 بالتبرع بمبلغ مئة مليون دينار تم تخصيص 80 مليوناً منها للمحتاجين من أهل الكويت، و20 مليوناً لأسر شهداء الكويت، ويعتبر هذا أكبر تبرع شخصي للمحتاجين في تاريخ البلاد، كما تبرع بمبلغ 30 مليون دينار لصندوق الأسرة، و10 ملايين لصندوق شهداء الحروب في الكويت، وكان لهذه المبادرة الكريمة دور كبير في تعميق مشاعر الود والتلاحم بين أفراد الأسرة.

أيضا تجسد جائزة سمو الشيخ سالم العلي للمعلوماتية الدعم السخي من سموه، رحمه الله، لنشر العلوم المعرفية الحديثة وتشجيعها بين المؤسسات والشباب في دولة الكويت والوطن العربي، وقد شهدت جائزة سمو الشيخ سالم العلي، إقبالاً كبيراً منذ انطلاقتها عام 2001، وكانت خطوة رائدة للأخذ بالشباب، سواء في الكويت أو الوطن العربي، إلى عالم المعرفة والتكنولوجيا.

كاتب مصري