الأربعاء 15 يناير 2025
12°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 صالح بن عبد الله المسلم
كل الآراء

مُفاجأة في الانتخابات الأميركية

Time
الأحد 18 أغسطس 2024
View
70
صالح بن عبد الله المسلم

بعد اقل من تسعين يوماً تفصلنا عن حدث تاريخي يترقبه العالم أجمع، خصوصا الاتحاد الأُوروبي، كون القائد الجديد " للبيت الابيض سيكون له تأثير قوي على السياسة الخارجية الاميركية تجاه العالم وتحديداً على الاتحاد الأوروبي، والمملكة المتحدة، وأيضاً تأثير قوي في الحرب "الأوكرانية -الروسية " كون هذه الحرب معضلة ستراتيجية وميزان تغيير القوى العالمي بين الغرب والشرق، والدور الصيني الذي ظهر اخيراً في المواقف السياسية والاقتصادية تجاه المنطقة، ومن يخلق التوازن العالمي الجديد

فالصين لم تعد كما كانت في السابق، وراقب العالم اجمع دورها المحوري في قضايا المنطقة، ودورها في ابرام الاتفاقية في عودة العلاقات السعودية ـ الإيرانية، وكذلك الاتفاق الفلسطيني ـ الفلسطيني، ودورها في الحرب الروسية ـ الأوكرانية.

اذاً مراكز القوى العالمية تغيّرت، وميزان القوى العالمي تغيّر جذرياً وسينطلق العالم ـ خلال الأعوام القليلة المقبلة ـ الى تغييرات جذرية مُذهلة. البيت الأبيض،ومن يحكمه يحكم العالم، وهذه هي النظرية والثقافة الاميركية والشعار الذي غرسوه في عقول الأجيال وفي العالم اجمع، من خلال القوى الناعمة ـ انتاج الافلام والمسلسلات والاعلام بعامة (ميديا موجهة) ـ ومن خلال الاحاديث واللقاءات والبرامج، والحروب التي خاضتها أميركا لتحقيق هذه النظرية وتطبيقها بشكل واضح، وفرض هذه النظرية بالقوة انطلاقاً من الحرب العالمية، مرورا بالمنطقة العربية وأفغانستان واحداث سبتمبر، وغزو العراق ودفع المليارات من اجل تغيير الأنظمة في افريقيا واميركا اللاتينية وغيرها، فقد غزت الولايات البر والبحر لاثبات وجودها وكونها "شرطي العالم"، وحاكمته، وان من يحكم البيت الأبيض سيحكم العالم، ومن هنا جاء التنافس بين الحزبين لاستلام زمام الأمور والفوز في الانتخابات.

الولايات المتحدة "شرطي العالم"، فيما حاليا اختلف الوضع وسيختلف أكثر، فنحن امام منعطف عالمي سيجعل من موازين القوى العالمية مختلفة، وستكون هناك "كراسي" تقود العالم بدلاً من الكرسي الوحيد الذي كان مُسيطراً، وستكون الحرب الروسية ــ الأوكرانية، وحرب غزة، والمفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية ومقتل الرئيس الإيراني، ورئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية في ايران، واستمرار المناوشات في البحر الأحمر، والهجوم الذي تشنه ميليشيات الحوثي على السفن هناك، ومناوشات "حزب الله" في الجنوب اللبناني ضد اسرائيل، والتهديد الإيراني لها للانتقام لهنية، والتحركات الاميركية في المنطقة، وصعود الصين، والتحركات الكورية الهندية، وغيرها من الاحداث كلها براكين ستنفجر في أي لحظة لتخلق عالماً جديداً وقوى وميزان عالمي جديد.

من هنا ومن خلال المعطيات والمعايير نجد ان من الصعوبة بمكان ان يكون ترامب أو هاريس من سيكون لهم الغلبة والفوز بامتلاك مفاتيح البيت الأبيض، لما للفترة المقبلة من أهمية لمن يقود أميركا في الأعوام المقبلة (الدولة العميقة).

لا يختلف اثنان على ان الدول تدار من منظومة كبيرة من أصحاب المصالح لها سياساتها التي تعمل وفق اجندة معينة تحقق أهدافها،وواشنطن تتحكم بها قوى اقتصادية عملاقة، تشكل "الدولة العميقة"، وخير دليل على ذلك اللوبي الصهيوني و الـ"ايباك"، وهي المنظمة التي تم تأسيسها في عهد ايزنهاور وهي منظمة صهيونية.

وتحكم الولاسات المتحدة فرق من وزارة الخارجية و الـ"سي آي ايه"، والأمن القومي، وهؤلاء خلف ظهرهم قوى اقتصادية تتحكم بكل أمور الدولة.

هؤلاء من يقررون عاجلاً ان المرحلة المقبلة ليست مرحلة ترامب ولاهاريس، وسيبحثون عمن تكون لديه المواصفات التي يريدونها لتحقيق متطلبات المرحلة.

كاتب سعودي

آخر الأخبار