حوارات
التفكير خارج الصندوق، مصطلح يستعمله بعض المتخصِّصين في علم النفس لوصف طريقة تفكير سلبيّة وشائعة بين الناس في عالم اليوم، وتتمثّل في التفكير داخل أطر فكريّة، ونفسيّة، أو ثقافيّة مغلقة، فيما يهدف التفكير خارج الصندوق الفكريّ الى اكتشاف حلول فعّالة للمشكلات وللصعوبات الحياتية. وتوجد طرق وأساليب معيّنة تمكّن الفرد من التفكير خارج الصندوق، ونذكر منها ما يلي:
-تغيير البيئة المحيطة: يجدر بمن يشعر أنه عالق داخل صندوقه الفكريّ الاعتياديّ أن يحاول الخروج من البيئة المحيطة به، ولو لفترة موقتة بهدف التفكير بشكل حرٍّ من الافتراضات، والانطباعات، والأفكار السائدة حوله، فلا يمكن للمرء التعرّف على عيوب ما يحيط به من أوضاع، وظروف تبدو بالنسبة له لا مفر منها، ما لم ينظر إليها من الخارج.
-العكس ربما يكون صحيحاً وصواباً: احدى أهم وسائل التفكير خارج الصندوق التفكير العميق في إحتمال صحّة وصواب وجهات النظر الأخرى، والحلول المختلفة، والآراء المعاكسة لأرائه، فأحد أهم متطلّبات التفكير الابداعيّ (التفكير خارج الصندوق) تتمثل في الانصات لوجهات النظر الأخرى وتداول الحلول المختلفة للمشكلات، والتمعّن في الاقتراحات التي تتعارض تماما مع وجهات النظر الشخصية.-التحقّق من الافتراضات الشخصية: تشير الافتراضات في سياق التفكير خارج الصندوق الى ما يعتبره الفرد مسلّمات وحقائق لا تحتاج الى دلائل منطقية بسبب اقتناعه بصوابها وصحّتها، وهي التي تؤسّس وتدفع طرق التفكير داخل الصندوق الذهنيّ المغلق.
ويجدر بمن يريد التفكير بشكل مبتكر وإبداعي ومختلف عمّا تعوّد عليه الاستمرار في طرح أسئلة منطقية على افتراضاته الفكريّة، ومواقفه النفسيّة الاعتيادية بقصد التحقّق من منطقيّتها، أو توائمها مع المنطق الأخلاقي الكونيّ، والافتراضات الشخصية هي أحياناً التي تقيّد عقل الانسان وتبقيه قسراً داخل صندوقه الفكريّ التقليدي.
-النظر الى الصورة الأكبر: يخرج الانسان من صندوق التفكير المغلق عندما يبدأ ينظر الى الأشياء وتصرّفات الأشخاص والظروف المحيطة به من حيث عواقبها، ونتائجها، ودلالاتها البعيدة (النظر بفِكر واسع)، فلا يحدّ تفكيره تحيّزاته النفسيّة الخاصّة به، فهو ينظر الى ما وراء ستائر الدُّخان المصطنعة.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@