السبت 10 مايو 2025
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 م. عادل الجارالله الخرافي
كل الآراء

أزمة الكهرباء ... دليل فشل

Time
الاثنين 19 أغسطس 2024
View
140
م. عادل الجارالله الخرافي

‏لنتحدث بهدوء، وصراحة، فأزمة الكهرباء التي طرأت هذا الصيف ليست وليدة اللحظة، وكذلك ليست سوى دليل على فشل المعالجات، اياً كانت المبررات، لكنها الحقيقة، التي على جميع المسؤولين الاعتراف بها، خصوصا انها اتت في ظروف حرجة في ما يتعلق بالطقس، وارخت بظلالها على ما يمكن ان يطال الكويتيين من سوء الادارة، في معيشتهم وحياتهم اليومية، والاهم الخسائر العينية، وحتى بالارواح التي يتسبب بها هذا القطع، حتى لو كان لساعات.

تقنياً ثمة مبررات واهية لا تركب على قوس قزح، وهذا لا بد من اخذه في الاعتبار عند المحاسبة، اذا وجدت، لكل مسؤول استخف بهذا الامر الحيوي.

اما في التخطيط فذلك اسوأ دليل على عدم وجود برنامج تنموي لدولة قادرة وثرية مثل الكويت، وادارياً فهو دليل على ان الاختيارات لم تكن بالقدر المتوقع، ما يعني ان نفضة لا بد منها كي لا يستفحل الامر، فيكون الاستخفاف بعقول الناس مصدر الهام لمسؤولين فاشلين.

الكويت موجودة في منطقة حساسة جدا بالنسبة الى الطقس، وبالتالي فإن الصيف المستمر لنحو ستة اشهر متوقع ان يحمل دائما متغيرات حرارية كبيرة، ما يعني ان المسؤولين عليهم اخذ هذا الامر بعين الاعتبار دائما، والتطوير ملزم لمحطات الكهرباء، خصوصا مع التوسع العمراني، وبناء المحطات ضرورة دائمة، ومصيرية، والبدائل التقنية لا بد ان تكون في ذهن اي مسؤول.

اما المبررات التي سيقت في الازمة الاخيرة، فتعني سوء تخطيط، بل انها دليل على فشل اداري كبير، خصوصا في بلد لا يعاني لا من ازمة نفط، ولا مال، فلماذا لا يؤدي المسؤولون وظيفتهم؟

هذا السؤال يقودنا الى اخر، وهو: حين طرأت الازمة الاولى، كيف جرت المعالجة، هل بالعمل السريع على معالجة الاسباب كافة، او ايضا على قاعدة "ما كو الا الخير"؟

في ظروف كهذه في الدول التي تحترم نفسها يصار الى اقالة المسؤولين عن هذا الامر، لكن هذا للاسف لم يحصل، ولن يحصل ذلك عندنا لسبب بسيط، وهو ان "حبتك عيني ما ضامك الدهر".

ليست الكهرباء مجرد ترف يمكن الاستغناء عنه في درجة حرارة تفوق الخمسين، ولا حتى في 35 درجة، كما لا يمكن القبول بان عجزاً في ضخ المياه من البحر الى محطات تكرير الغاز يجعل الدولة كلها تغرق في ازمة، لان هذا العمل المفروض ان يؤخذ بالاعتبار منذ قديم الزمان، خصوصا في الطقس الحار جدا كما هي الكويت، لذا ليسمح لنا مجلس الوزراء بان نقولها صريحة: ان العجز بدا واضحاً من القرارات التي صدرت خلال المئة يوم على وجوده، اذ هو يستعيض عن الانجازات باخفقات متتالية، تعبر عن سوء ادارة، ما يعني انه غير قادرة على النهوض بالتنمية.

لهذا كله لا بد من ان يقص المسؤولون الحق من انفسهم، ففي ازمة الكهرباء الاخيرة انكشف عجزهم حتى عن معالجة امر نعيشه يوميا منذ وجدت الكويت.

آخر الأخبار