شَرُّ ذَوي القُرْبَى

حوارات

يشير مصطلح ذوي القربى في هذه المقالة الى الأقارب بشكل عام بفروعهم الأصليّة والثانوية، كأقرباء الدم أو النسب أو الأصدقاء، أو الجيران وكل من يُعتبر منهم وفقاً للشريعة الاسلامية. ومع أنّ ديننا الإسلامي الحنيف يوصينا، كمسلمين، بالعناية بذوي القربى، لكن العلاقات الأسريّة لم تكن مثالية في السابق، ولن تصبح كذلك في عالم اليوم المضطرب، فيحصل أحياناً أنّ "بعض" أقربائنا هم من يتسبّبون بشكل مباشر في معاناتنا وأزماتنا النفسيّة، وهم من يصطنعون مشكلات كثيرة ومختلفة بهدف تعطيل، أو إيقاف مسيرة حياتنا. ويجدر بالمرء العاقل أن يتوقّى قدر ما يستطيع شرّ بعض ذوي القُربى، ومن علامات ودلائل شرور بعض ذوي القربي، وبعض مبادئ ووسائل الوقاية ضدّ تعدّياتهم ونرجسيّتهم ونحاستهم وحسدهم، نذكر ما يلي:

-شرور ذوي القربى: تمثّل الغيرة والحسد وتشويه السمعة والسعي الى بثّ الإحباط واليأس من النفس، بعض العلامات البارزة على شرّ بعض الأقارب.

ويؤدّي خصوصاً ترسّخ الغيرة المرضيّة التي يغلِّفها الحقد النرجسيّ المتراكم في قلوب بعض الأفراد السيّئين الى انشغالهم الحشريّ في حياة بعض أقاربهم بقصد معرفة أسرارهم وبثها للعالم الخارجيّ، أو للتلاعب النفسيّ بهم، أو لتخريب حياتهم الأسريّة لإشباع قلوب مريضة!

فثمة بعض أشخاص مضطربين أخلاقيًّا بسبب طبعهم الفطريّ المعوج ممن لن يتردّدوا عن قلب حياة بعض أقاربهم رأساً على عقب بهدف تغذية شعورهم النرجسيّ بالانتصار الوهمي، وربما يسبّب تراكم الحقد في الأسرة الممتدة، توريث بعض الأفراد لأحقادهم الشخصية لأبنائهم من بعدهم، مما سيسبّب قطع صلات الرّحم، وتبادل الغيرة والحقد بين الأجيال الجديدة.

-الوقاية من شرّ ذوي القربى: ربما يجدر بالمرء العاقل السعي دائماً الى ردّ سيّئات بعض أقربائه تجاهه بالإحسان إليهم، لكن ليس كل الناس ذوي ضمائر حيّة، أو ممن يتّعظون أو يتوبون عن أفعالهم السيّئة.

ومن الأجدر بالمسلم العاقل اللّبيب أن يكون حازماً تجاه ذي القربى السيّئ، ويقطع علاقته معه، ويخرجه من حياته بلا رجعة، ويحذِّر من يهتم بهم من شرّه وعقوقه وعدائيته المريضة، فالأخلاق في تدنّي عام والعياذ بالله.

كاتب كويتي

DrAljenfawi@