محمد غانم
في وقت عاشت البلاد تحت وطأة القطع المبرمج للكهرباء لثلاثة أيام على التوالي، وفي مخاض لملمة وزارة الكهرباء لوحداتها واستيعابها للصدمة أمس، أخرجت الحكومة مشاريع الطاقة من أدراج الوزارات والهيئات ونفضت عنها الغبار وفتحت معركة على جبهتين مختلفتين لتدارك أزمة الكهرباء و"أمن الطاقة" بالتزامن مع وجود وفد "كهربائي" صيني عالي المستوى في البلاد. وكل ذلك على الرغم من أن السبب الحقيقي للازمة لم يعرف أقله "رسميا" حتى الان وفيما اذا كانت اسباب انقطاع التيار ناجمة عن الطقس والحرارة أو عن مشاكل امدادات الغاز في ظل غياب الاعلان الرسمي عن السبب وتقاذف المسؤوليات بين "الكهرباء" والهيئة العامة للصناعة وشركات النفط المختلفة.
أولى معارك الحكومة جاءت باعلان وزارة الكهرباء عن مواصلة فرق وزارة الكهرباء العمل على اعادة وحدات التوليد المتوقفة للخدمة تدريجيا وتأمين التغطية الكهربائية واستعادة القدرة الانتاجية المتاحة كاملة، وثاني الجبهات من خلال تسريع اطلاق مشاريع الطاقة المتوقفة منذ سنوات بما فيها مشروعا الشقايا والعبدلي للطاقة المتجددة حيث تبلغ طاقتهما الانتاجية 3200 ميغاواط.
مشاريع الطاقة التي كانت بالأدراج كانت على جدول أعمال اجتماع وزير الكهرباء والطاقة المتجددة د.محمود بوشهري امس، مع وفد من جمهورية الصين الشعبية برئاسة السفير تشانغ جيانوي وحضور المفوضة العامة لمكتب التمثيل لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا لدى مجموعة استثمار الطاقة الكهربائية الصينية ما تاشاو، حيث ناقش الجانبان الخطط التنفيذية لإنجاز المرحلتين الثالثة والرابعة من مشروع الشقايا للطاقة المتجددة بطاقة إنتاجية تبلغ 3200 ميغاواط، وأيضاً مشروع العبدلية للطاقة الكهروضوئية، ليخرج الاجتماع في نهاية المباحثات بتكليف الفريق الفني للجانبين على الانتهاء من المواصفات الفنية والتقنية على وجه السرعة، تماشياً مع الجدول الزمني المحدد للمشاريع.
وزارة الخارجية بدورها، لم تكن غائبة عن مفاعيل الازمة، حيث استقبل وزير الخارجية عبدالله اليحيا أمس، بديوان عام الوزارة المفوضة العامة الصينية ما تشاو والوفد المرافق لها وبحثا الجهود المشتركة والعمل الثنائي لبدء تنفيذ وترجمة الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم التوقيع عليها خلال زيارة سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد إلى الصين في سبتمبر 2023، كما ناقش وزير الخارجية مع الضيفة آخر تطورات مذكرة التفاهم للتعاون في مجال منظومة الطاقة الكهربائية وتطوير الطاقة المتجددة من خلال تنفيذ الشركات الصينية المتخصصة لعدد من مشاريع الطاقة.
الى ذلك، استمر القطع المبرمج لليوم الثالث على التوالي "للحفاظ على استقرار المنظومة الكهربائية" على حد تعبير وزارة الكهرباء وطال القطع المبرمج امس أجزاء من 70 منطقة سكنية وزراعية وصناعية خلال الايام الثلاثة.
وفي وقت لاحق من يوم امس، أعلنت الوزارة عن اعادة التيار الى جميع المناطق في الساعة الرابعة عصرا والتي تفاوتت فيها ساعات القطع من ساعة الى ساعتين.