زين وشين
من بين إعلانات وسائل التواصل لفت نظري إعلان بصوت نسائي في العراق (الشقيق) عن وصول حليب "الأبراج" الكويتي، الذي نطلق عليه "حليب التموين" إلى العراق. في الإعلان ان الكمية محدودة، والبيع بسعر معقول بعملتهم، ولا اعرف كم يعادل سعر حليب التموين عندهم بالدينار الكويتي، فالارقام عندهم كبيرة جدا تصل إلى الملايين ارقام "تخرّع"، لكنها لا تساوي شيئاً امام الدينار، او حتى الدولار الأميركي الذي يطلقون عليه اسم "ورقة للمئة دولار"،فيما بعد ان كان دينارهم يعادل 800 فلس كويتي، وهذا ما أوصلهم اليه البطل سيف العرب بمغامراته الفاشلة، "حامي البوابة الشرقية للامة العربية"، ذلك الطاغية المشنوق الهالك، الذي لا يزال بعض السفهاء يتغنون ببطولاته التي أوصلت العراق إلى حافة الفقر، بعد ان كان من أغنى الدول العربية.
ليس هذا موضوعنا، لكننا نتحدث عن "حليب التموين" الذي اصبح مطلوباً في غالبية الدول العربية، ويتم تهريبه من الكويت بطريقة او بأخرى حتى انه وصل الى الهند والسند! السؤال: لماذا لا تنتج شركة التموين كميات تجارية من هذا الصنف المرغوب، وطرحه في الأسواق والجمعيات بسعر فيه هامش ربح معقول، مع بقاء الحليب المدعوم في بطاقة المواطن الكويتي المستفيد من البطاقة التموينية، على ان يكون على سبيل المثال المنتج بلونين التجاري باللون الأزرق والمدعوم بلونه الأبيض الحالي، وبذلك يسحب البساط من تحت حرامية التموين، سواء من يعملون في فروع التموين او مخازن الشركة نفسها، او غيرهم من الحرامية سارقي التموين؟
"حليب الأبراج" او "حليب التموين" اصبح "ماركة" كويتية مشهورة ومطلوبة في جميع الأسواق، القريبة والبعيدة، وهو ليس بحاجة الى الدعاية للتسويق، فبمجرد طرحه في الأسواق سوف يتسابقون عليه، وتستطيع الشركة تحقيق ارباح تدعم منتجاتها، وتوفر الدعم على الدولة.
اصبح "حليب التموين" احسن هدية (صوغة) يحملها من يغادر الكويت إلى بلده، حتى العمالة المنزلية تحرص على الحصول على "قوطي" من "حليب التموين" تأخذه معها برضى، او بغفلة من صاحب البيت.
انتجوا كميات تجارية واطرحوها في الاسواق والجمعيات واسمحوا لكل مغادر ان يحمل معه علبتين او ثلاثا، واطرحوه في السوق الحرة في مطار الكويت الدولي، واقطعوا الطريق على المهربين فما الذي يمنع؟ علمونا... زين.