الأخطاء بدايات جديدة... ونصيحة "بهلول" لمن أراد الزواج

حديث الأفق

الحكيم للشاب: يا بُني أنت لست سيئاً انظر إلى المستقبل

كريستوفر كولومبس ارتكب خطأً ملاحياً فاكتشف أميركا

أقسم رجل على أنه لن يتزوج حتى يشاور مئة رجل متزوج

النساء ثلاثة... واحدة لك وواحدة عليك وثالثة لا هذه ولا تلك

الأخطاء ليست نهاية الطريق، إنما بدايات جديدة، إذا استفدنا منها، فالتجارب تزيد من قيمة الإنسان وحكمته في الحياة، ولهذا يجب ألا يندم المرء إذا وقع في التجربة، لكن عليه ألا يقع في الخطأ مرة أخرى.

وفي ما يلي من سطور، قصة عن حكمة أسداها رجل إلى شاب في مقتبل العمر..

إذ في يوم من الأيام كان هناك شاب في مقتبل العمر يجلس تحت شجرة مهموماً بأخطائه خلال تجاربه في الحياة، وكان يمر في المكان رجل حكيم فلاحظ قلقه، وقرر أن يشاركه حكمة الحياة، قال الرجل الطاعن في السن: "يا بني، هل تعلم أن الحليب إذا فسد يصبح زبادي، والزبادي أكثر قيمة من الحليب، وإذا ساء الزبادي يتحول جبناً، وهو أكثر قيمة من الزبادي، والحليب"؟

وأضاف: "أيضا إذا تحول عصير العنب حامضاً، فإنه يتحول مشروباً روحياً أغلى من عصير العنب"؟

سأل الشاب: ما الذي تحاول قوله أيها الحكيم؟

فأجاب: "يا بني، أنت لست سيئاً لأنك ارتكبت أخطاء، فهي تجارب تجعلك أكثر قيمة كشخص، انظر إلى كريستوفر كولومبس لقد ارتكب خطأ ملاحياً أدى به إلى اكتشاف أميركا، وألكسندر فليمنغ خطأه قاده إلى اختراع البنسلين".

فقال الشاب: هل تعني أن أخطائي قد تكون لها قيمة في المستقبل؟

أجاب الحكيم: "بالطبع يا بني، لا تدع الأخطاء تحبطك، فمنها نتعلم، وهي التي تجعلنا نصلح مسقبلنا".

نكشات

كم هيئة ولجنة موجودة في بلدنا، وأغلبها تم إنشاؤه للتنفيع وتوظيف الأقرباء والحبايب، لذا نسأل: ألم يحن الوقت لإلغائها ودمج بعضها بعضا، إذ يبدو أن "العبث الإداري لا يزال سائداً".

منذ 50 سنة ونحن نسمع بخطط التنمية، وكلها "تيش بريش"، فيما كل واحد يقول: "الزود عندي".

ثلاث قضايا تعاني منها الكويت، تزوير في الهوية، وتزوير في الشهادات الأكاديمية، وتزوير في الانتفاع بادعاء الإعاقة، والله المستعان.

في النصف الأول من العام الحالي، ثلاثة وأربعون ألف مواطن ومقيم منعوا من السفر جراء قضايا أغلبها مدنية، بينما حكمت محكمة التمييز برفض منع سفر الكويتي لقضايا دين أو مدنية.

الإنسان الصح لا يندم على العطاء، ولا ينتظر رد الجميل، لكن يتألم عندما يكتشف أن معروفه وعطاءه ذهبا إلى من لا يستحقهما.

يقولون إن الدول الراقية تعمل على بناء الجنة لشعوبها في حياتهم، أما الدول الفاشلة فتوظف رجل الدين لإقناع شعوبها بأن بصيرهم سيدخل الجنة.

الرجل... والمئة زوجة

ثمة قصة أيضاً عن المجنون "بهلول"، وكيف أسدى النصيحة لرجل أقسم على أنه لن يتزوج حتى يشاور مئة رجل متزوج، وعلى هذا المنوال تسير أحداث القصة، إذ صار الرجل يشاور حتى وصل إلى 99 متزوجاً، وبقي عليه واحد، فعزم على أن أول من يلقاه في الغد سيشاوره، ويعمل برأيه.

صباحاً خرج من منزله، وأول من قابله كان "بهلول" المجنون يمتطي قصبته المعتادة، فاغتمّ لذلك، لأنه تذكر العهد الذي قطعه على نفسه، ولم يجد بُداً من الخروج من عهده، فتقدم من بهلول، فقال المجنون: "احذر فرسي كي لا تضرك".

فقال: "احبس فرسك حتى أسألك أمراً". وأردف: "لقد عاهدت الله على أن أستشير مئة رجل متزوج، وأنت تمام المئة هذه، وكنت عاهدت نفسي على أن أشاور اليوم أول من ألقاه في طريق، وكنت أنت".

وأضاف: "أريد أن أتزوج، فكيف أختار المرأة"؟

أجاب بهلول: "النساء ثلاثة، واحدة لك، وواحدة عليك، وثالثة لا لك ولا عليك". ثم قال: "احذر فرسي لأنني سأذهب في طريق" ومضى.

حدّث الرجل نفسه: "لم أسأله تفسير قوله"، فلحقه وقال: "يا بهلول احبس فرسك، فحبسها، ودنى منه، فسأله: فسر لي كلامك".

أجاب المجنون: "التي لك فهي المرأة البكر فقلبها وحبها لك، ولا تعرف أحداً غيرك، إذا أحسنت إليها قالت هكذا الرجال، وإن أسات إليها قالت أيضا هكذا الرجال. أما التي عليك فهي الثيب ذات الولد، تأخذ منك وتعطي ولدها، وتأكل مالك وتبكي على زوجها الأول. وأما التي لا لك ولا عليك، فهي الثيب التي لا ولد لها، فإن أحسنت إليها قالت هذا خير من ذاك، وإن أسأت إليها قالت ذاك خير من هذا، فإن كنت خيراً لها من الأول فهي لك، وإلا فعليك". ومضى في طريقه، فلحقه الرجل، وقال: "ويحك تكلمت بكلام الحكماء، وفعلت فعل المجانين".

فقال: "يا هذا، إن قومي أرادوا أن يجعلوني قاضياً، فأبيت، فألحوا عليَّ، فجعلت نفسي مجنوناً حتى نجوت منهم".