الاثنين 16 سبتمبر 2024
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 محمد الفوزان
كل الآراء

الفاتح علي حسنين رجل بأمه

Time
الأربعاء 21 أغسطس 2024
View
100
محمد الفوزان
قصص إسلامية

في فجر الاثنين يوم 19 أغسطس 2024 في اسطنبول، وبعد معاناة مع المرض، رحل عن دنيانا رجل بأمة، وهو الفاتح علي حسنين (رحمه الله تعالى رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته).

تعالوا يا سادة لنتعرف على هذا الرجل، ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ علي ﺣﺴﻨﻴﻦ، شيخ الرئيس رجب طيب أردوغان.

طبيب وداعية سوداني ادى دوراً إسلامياً مُهما في شرق أوروبا، حيث عين ﻣﺴﺘﺸﺎﺭاً للرئيس ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﻲ علي عزت بيغوفيتش، وتولى رئاسة ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻷﻣﻨﺎﺀ في جمعية ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ في النمسا، وأسس ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﺸﺮﻕ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ، واﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺑﺈﻗﻠﻴﻢ ﺑﻴﻬﺎﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﺔ، وترأس ﻭﻛﺎﻟﺔ ﺇﻏﺎﺛﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ.

ولد الفاتح ﻋﻠﻲ ﺣﺴﻨﻴﻦ عام 1946 ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﺮﻛﻮﺝ في ﻮﻻﻳﺔ ﺳﻨﺎﺭ في الجنوب الشرقي السوداني.

ﺗﺨﺮﺝ في ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻄﺐ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺑﻠﻐﺮﺍﺩ، ﻭﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺩﺑﻠﻮﻡ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ فيينا النمساوية، وبعدها أقام حسنين فترة في تركيا، وهناك تعرف على الراحل علي عزت بيغوفيتش الذي تقلد لاحقا منصب رئيس البوسنة والهرسك.

نسج الطبيب السوداني علاقات مع قادة العمل الخيري والدعوي في تركيا، وأسس ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻐﺎﺯﻱ "ﻋﻠﻲ ﻋﺰﺕ ﺑﻚ" في اسطنبول.

ولاحقا، عمل مستشاراً لرئيس البوسنة والهرسك بيغوفيتش، وقائما بأعماله مدة أشهر في تسعينات القرن الماضي.

يرتبط الفاتح بعلاقات وثيقة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تعود إلى سبعينات القرن العشرين، ويصف أردوغان الفاتح بأنه شيخه ومعلمه.

وتقول المصادر إن وﻛﺎﻟﺔ العالم الثالث، التي أسسها الفاتح حسنين في النمسا، أسهمت بشكل كبير في ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﺔ ﻭﺍﻟﻬﺮﺳﻚ، ﻭﺩﻋﻢ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻹسلامي في شرق أوروبا، وخصوصا في كل من ألبانيا وكوسوفو.

ومن نشاطه الدعوي طبعه لمعاني ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ باللغات البوسنية، والألبانية، والبلغارية، والتشيكية، والرومانية، كما ﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺇﻟﻰ عدد من لغات ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ، ﻭﺃﺻﺪﺭ ﻣﺠﻠﺔ "ﺍﻟﺸﺎﻫﺪﺓ"‏ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻨﻴﺖ ﺑﺄﺧﺒﺎﺭ ﺍﻷﻗﻠﻴﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ هناك.

في 24 ديسمبر 2017 وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى العاصمة السودانية الخرطوم، في زيارة رسمية، شهدت توقيع اتفاقات ومعاهدات بين الجانبين، ووصفت أنها "مكتظة" نظراً لتعدد جوانبها السياسية والاقتصادية.

لكن الرئيس التركي قرر زيارة شيخه وصديقه للاطمئنان على صحته، وطلب الدعاء منه، وقد لاحظ سكان الحي الذي يقطنه حسنين تحركات غير طبيعية، وأعلاماً تركية كثيرة على أعمدة الإنارة، وصورة كبيرة للرئيسين السوداني والتركي على واجهة المنزل.

وبعدها سرت شائعات أن أردوغان سيزور بيت صديقه القديم كما فعل في زيارته الأخيرة للسودان، عندما كان رئيسا لوزراء بلاده، وقد اصطفّ الناس أمام بيت الفاتح حسنين قبل وصول أردوغان، وظلوا في مواقعهم حتى مغادرته في انتظار تحيته، والتقاط صور إلى جانبه، وتناول الرئيس أردوغان العشاء في بيت الداعية السوداني برفقة آخرين، وجلس الصديقان على انفراد، وتحدثا حول آفاق تطوير العلاقات السودانية- التركية.

وقد أرسل أردوغان إلى معلمه طائرة إسعاف خاصة في يوليو 2018، وعلى متنها طاقم طبي على أعلى مستوى، فور سماعه بتعرضه لوعكة صحية، ونقله للعلاج في تركيا.

وقد وافته المنية رحمه الله يوم الاثنين الماضي الموافق 19 اغسطس2024.

من مؤلفاته:

"جسر على نهر الدرينا".

"الطريق إلى فوجا".

"لمعان البروق في سيرة مولانا أحمد زروق".

"مأساة المسلمين في بلغاريا".

"موسوعة الأسر المغاربية وأنسابها في السودان".

"مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا " (الأحزاب 23).

إمام وخطيب

[email protected]

آخر الأخبار