الخميس 03 يوليو 2025
44°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 د.خالد الجنفاوي
كل الآراء

الثقافة الغربية "خِذْ وَخَلْ"

Time
الأربعاء 21 أغسطس 2024
View
20
د.خالد الجنفاوي
حوارات

يشير المثل الشعبي الخليجي "خِذْ وَخَلْ" الى ما يقوله بعض الناس بعد سماعهم لخبر من الأخبار أومعلومة معينة أو قصة من القصص سردها أحد الأشخاص غير الموثوق بمعلوماتهم وبأخبارهم، وذلك يأتي تعبيراً عن عدم تصديقه بشكل كامل. ويُفترض في عالم اليوم المضطرب أن يتم التعامل مع ما يُطلق عليه "الثقافة الغربية" على النسق نفسه "خِذْ وَخَلْ،" نأخذ منها كعرب وكمسلمين ما يفيدنا في تطوير وتسهيل حياتنا اليومية، ونمتنع عن محاكاتها بشكل كامل. ومن بعض ما يمكن لنا كعرب ومسلمين الاقتداء به، وما يجب علينا رفضه ومخالفته في تعاملنا مع الثقافة الغربية، نذكر ما يلي:

-الاقتداء بالثقافة الغربية: يمثل احترام الوقت أحد أهم العلامات البارزة للثقافة الغربية التقليدية، وربما أصبح النمط الحياتي الأكثر انتشاراً في عالمنا المعاصر، ويرتبط بالخصوص بالتفكير العملي وزيادة الإنتاجية، وتنظيم مهمّات الحياة اليومية، ويمثل شيوع ثقافة تحمّل المسؤولية الشخصية جانباً إيجابياً في الثقافة الغربية.

ولها الفضل في كونها سبّاقة تاريخياً في التطوّر الصناعي والتكنلوجي، الذي استفاد منه العالم أجمع، ومساهمتها الرئيسية في وضع أول ميثاق لحقوق الانسان (الإعلان العالمي لحقوق الإنسان 1948).

ويعود الفضل للثقافة الغربية في إخراج الانسان بعامّة من قواقع التقليدية الى أفق التحرّر الفكريّ، وللثقافة الغربية جميل على العالم في اعتناقها للثورة العلمية في بداية القرن العشرين الى يومنا الحاليّ.

-الجوانب المرفوضة في الثقافة الغربية: يمكن أن يستفيد العربي والمسلم من الثقافة الغربية في بعض جوانب حياته الخاصّة، وفي بعض تعاملاته في الحياة العامة، لكن لا يتوجّب عليه تقليد الثقافة الغربية في بعض جوانبها السلبيّة مثل الإغراق في الماديّة بعامة، أو التغليب الدائم للمصالح الشخصية على المصالح العامّة، أو في محاكاة بعض العلاقات والسلوكيّات الاجتماعية الغربية الأنانيّة والسعي الى ترسيخها في المجتمع العربي والإسلامي، أو تقليد العلمانية والثقافة الاستهلاكيّة الغربية، أو النظر الى الشخصيات الإعلامية الغربية كقدوات أخلاقيّة للنشء العربي والمسلم.

ويجدر بالعربي والمسلم العاقل عدم استعمال العدسات الثقافية الغربية لتحليل موروثه الأخلاقي، أو الثقافي العربي، والإسلامي!

كاتب كويتي

@DrAljenfawi

آخر الأخبار