"لا تقول هوّنا"

زين وشين

"لا تقول هونا...تو الهوى بادي"، هذا اسم اغنية من اشهر اغنيات ثمانينات القرن الماضي، حين كانت الاغنية الكويتية سيدة الموقف، يتغنى بها الخليج كله.

هذه الاغنية اشتهر بها المطرب الكويتي راشد سلطان الذي اختفى من الساحة الفنية فجأة وطواه عالم النسيان، وفي احدى الدوانيات التقيته، ولم اعرفه، فعرفني عليه صديق مشترك، فحاولت التحدث إليه إلا انني وجدته محبطا لا يريد التحدث، ويلوذ بالصمت، ويدعي انه مصاب بـ"الزهايمر"!

انا متأكد ان لديه ما يقوله، بل هو بحد ذاته مادة إعلامية تستحق تسليط الضوء الكاشف عليها، وعلى ذلك الزمن الجميل، زمن ازدهار الاغنية الكويتية، فلماذا لا يبحث عنه إعلامنا العتيد، ويسجل له، ويستضيفه في احد برامجه التي اصبحت عبارة عن عناوين من دون مضامين؟

واثناء الحديث مع الصديق المشترك عن الرواد واهمال الاعلام لهم، جاء ذكر الفنان المبدع احمد عبدالكريم، ذلك الفنان الشامل الذي ملأ آفاق الاذاعة الكويتية، شدوا وألحانا، ولا تزال ألحانه وأغانيه مسموعة ومطلوبة عند الجماهير، حتى الان، فمن ينسى "بس لا تعاتبني على اللي فات"؟

هذا المبدع ايضا تجاهله إعلامنا، ولم يعد احد يعرف عنه شيئا أبدا.

في السابق كان إعلامنا وفياً جداً لمبدعينا، وتلك الحفلات التي كنا ولازلنا نشاهدها بالأسود والأبيض، كان المرحوم الشيخ جابر العلي يكرم بها رواد الفن، ويسجل لهم لكي لا ينساهم الناس، ويصرف لهم المكافآت الجزلة تكريماً لهم، ويأمر ببث تلك الحفلات مساء يوم الخميس، ويأمر باعادة بثها عصر يوم الجمعة حتى لا تنساهم الناس، فأين كنا وأين اصبحنا؟

نقول لملموا شتات بقية المبدعين، وابحثوا عنهم بحث الحريص، واستضيفوهم فلديهم ما يقولونه، ولديهم ايضا ما نود نحن سماعه عن صفحات يتعمد البعض التعتيم عليها، مثلما قتلوا "قناة القرين"… زين.