133 ألف شخص غادروا المقاطعة والإجلاء مستمر... وكييف تعترف باستيلاء موسكو على بلدة بشرق أوكرانيا
موسكو، عواصم - وكالات: اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا أمس، بمحاولة ضرب المحطة النووية في مدينة كورسك، في وقت تشن قوات كييف هجوما واسعا على المنطقة منذ نحو أسبوعين، وقال بوتين خلال اجتماع مع أعضاء حكومته وحكام المناطق المحاذية لأوكرانيا نقله التلفزيون الروسي، "حاول العدو ضرب المحطة النووية خلال الليل"، مضيفا أنه تم إبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
من جانبه، أعلن القائم بأعمال حاكم مقاطعة كورسك أليكسي سميرنوف مغادرة نحو 130 ألفاً من سكان منطقة كورسك الحدودية، وبقي نحو 20 ألف شخص، مبينا خلال اجتماع عبر الفيديو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حول الوضع في المناطق الحدودية للبلاد، أن ثماني مناطق في مقاطعة كورسك حيث يعيش 152566 نسمة ضمن عمليات الإجلاء، وحتى اليوم غادر 133190 شخصاً، وبقي هناك 19376.
بدورها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها الجوية استهدفت القوى البشرية والمعدات في 10 ألوية تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية في مقاطعة سومي، كما أعلنت أن مروحية "مي-35إم" دمرت مركبات مدرعة مموهة تابعة للقوات الأوكرانية في المنطقة الحدودية في مقاطعة كورسك، وأضافت وزارة الدفاع الروسية أن مجموعة القوات الروسية "الشمال" أحبطت محاولات شنتها القوات الأوكرانية في اتجاه خمس بلدات بمقاطعة كورسك، وبلغت خسائر القوات الأوكرانية نحو 45 عسكرياً بين قتيل وجريح، ودُمرت دبابة وأربع مركبات قتالية مدرعة.
وتزامن ذلك مع قيام الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بجولة في منطقة سومي شمال شرق أوكرانيا أمس، في أول زيارة له لمنطقة الحدود منذ دخول قوات بلاده الأراضي الروسية قبل نحو أسبوعين، وقال زيلينسكي خلال اجتماع مع قائد الجيش الأوكراني، إن القوات الأوكرانية سيطرت على مستوطنة أخرى في مقاطعة كورسك الروسية، واحتجزت مزيدا من أسرى الحرب الروس الذين يأمل في مبادلتهم بالأوكرانيين الأسرى.
لكن المكاسب هناك تأتي مع استمرار أوكرانيا في خسارة الأرض بمنطقة دونيتسك شرقا، إذ اعترف الجيش الأوكراني بسيطرة القوات الروسية على بلدة نيو يورك الصغيرة، بالقرب من مدينة توريتسك شرق أوكرانيا بعد أسابيع من القتال، حيث جرى تغيير وضع البلدة في التقرير الصادر عن هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، ولم يعد يشار إليها على أنها متنازع عليها، ما يعد إقرارا واضحا بسقوطها أمام تقدم روسيا في منطقة دونيتسك في أوكرانيا، وقال مدونون أوكرانيون ووزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف إن القوات الروسية سيطرت بالكامل على نيو يورك، وتتعرض مدينة توريتسك، التي لطالما كانت هدفا لهجمات روسية شرسة، لخطر أكبر الآن، وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن القتال دائر في بلدتي بيفنيتشني وزاليزني شرق توريتسك، وكذلك في المدينة نفسها.
من جانبه، كشف حاكم منطقة فولجوجراد أندريه بوشاروف، أن حريقا في قاعدة عسكرية بجنوب روسيا اندلع جراء هجوم بطائرات مسيرة أوكرانية خلال الليل، قائلا إن الدفاعات الجوية تصدت لغالبية الطائرات المسيرة الأوكرانية، مشيرا إلى أن سقوط إحدى الطائرات المسيرة تسبب في اندلاع النيران، مضيفا أن مقر موقع عسكري تعرض للقصف، دون تقديم مزيد من التفاصيل، بينما قال مدونون حربيون روس إن الهدف كان قاعدة مارينوفكا الجوية، التي تقع على بعد نحو 45 كيلومترا من العاصمة الإقليمية فولجوجراد، وذكرت وكالة "تاس" الروسية للأنباء أنه تم حظر الحركة الجوية مؤقتا في المطار المدني في فولجوجراد بسبب الخطر الذي تشكله الطائرات المسيرة، وفي موسكو، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اعتراض 28 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل، منها 13 مسيرة فوق منطقة فولجوجراد وحدها.
على صعيد آخر، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن أوكرانيا تأمل أن تحصل على مليارات الدولارات التي تم تخصيصها لجهود الحرب، وبعض هذه الأموال من المقرر أن تُموَّل من عائدات الأصول الروسية المجمدة، وقال "لقد سمعنا الكثير من التصريحات السياسية من شركائنا في كييف، ومن المتوقع أن نسمع المزيد، ولكننا بحاجة إلى آلية حقيقية"، مضيفا أن "النقاشات ذات الصلة جارية منذ فترة طويلة جدا وعلينا أن نتوصل أخيرا إلى قرارات".