الجمعة 06 يونيو 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
'حياة الماعز'...  حملة مسعورة ضد 'الشقيقة الكبرى'
play icon
"حياة الماعز"... فيلم هندي
الفنية

"حياة الماعز"... حملة مسعورة ضد "الشقيقة الكبرى"

Time
السبت 24 أغسطس 2024
View
5450
ناجح بلال
نشطاء ونقاد أكدوا أن "الفيلم" الرديء يستهدف تشويه صورة "الخليجي" وأعلنوا تضامنهم مع السعودية
د.إبراهيم الشكري: الفيلم يخالف الحقائق... وأعراف وتقاليد البداوة لا تعرف العنصرية وإهانة الغير
حمدان النمشان: الممارسات السلبية في كل المجتمعات والفيلم فيه انتقائية وركز على نقطة في بحر
عبدالعزيز الطوالة: لنوقف التعامل مع الأعمال الفنية الهندية التي تشوه صورة المجتمعات الخليجية
أنور الرشيد: لا أعتبره موجهاً لتشويه الصورة فبعض وقائعه تحدث للأسف رغم مبالغة الفيلم
محمد سحيو: الفيلم حصل على جوائز عدة ليس لجودته بل لإظهاره للمسلمين بصورة سلبية
داوود حسين: أعلن مقاطعتي لـ"نتفليكس" ولن أتابعها... فالكويت والسعودية "عينان في رأس"

 

ناجح بلال

في سياق حملة ممنهجة تشنها بعض القوى الغربية ضد المملكة العربية السعودية الشقيقة، عرضت احدى المنصات فيلما سينمائيا بعنوان "حياة الماعز"، يتناول قصة شاب هندي فقير يسافر الى المملكة طلبا للرزق، لكنه يقع بين يدي شخص يستغل جهله ويختطفه من المطار، ويسخره للعمل لديه في رعي الماعز في احدى المناطق الصحراوية النائية على مدى سنوات دون ان يدفع له أي مقابل مادي، وفي ظروف شديدة القسوة، بل ويقوم بضربه وجلده، الامر الذي دفعه الى الهرب في نهاية المطاف برفقة آخرين، أحدهما كان قد تعرف عليه في الهند والثاني افريقي، في رحلة عذاب مات خلالها الأخيران جوعا وعطشا.

 

الفيلم الذي يؤكد النقاد انه "متواضع" ودون المستوى، ياتي في سياق حملة ممنهجة ومنظمة وفي توقيت غريب ضد المملكة العربية السعودية وقيادتها السياسية، تشارك فيها أطراف عدة، إذ اعقبه تقرير مصور بثته "بي بي سي"، وآخر لاحدى القنوات الأوروبية.

ويعتقد مراقبون أن الفيلم الذي اشيع أنه عن قصة حقيقية وقعت احداثها قبل اكثر من عقدين، مع تغيير في بعض التفاصيل، لا يستهدف السعودية فقط، ونظام "الكفيل"، بل يسيء اساءة بالغة الى الشخصية الخليجية والعربية، بل والى القيم العربية والاسلامية التي يأتي في مقدمتها الرفق والرحمة بالضعفاء ومساعدة المسكين والفقير وذي الحاجة واغاثة الملهوف، وحسن معاملة العمال، وأداء حقوقهم دون نقصان.

ورأى نقاد ونشطاء ومخرجون أن الرد المناسب على مثل هذه الحملة قد يكون في انتاج فيلم يتناول اضطهاد المسلمين وهدم مساجدهم في الدولة التي انتجت هذا الفيلم ما لم تنصع وتوقف عرض الفيلم.

وأشاروا إلى أن عدد الجاليات الهندية في الكويت والسعودية وبقية دول مجلس التعاون الخليجية يزيد عن خمسة ملايين فضلا عن العمالة الاسيوية الاخرى، متسائلين لماذا يتم التركيز فقط على الجوانب السلبية لا سيما وأن كل مجتمعات العالم المتحضر تحدث بها انتهاكات لحقوق الانسان.

تعمد الانتقائية

بداية، يقول مدير المركز الخليجي للمعلومات الوثائق د.إبراهيم الشكري: إن أعراف وتقاليد البداوة لاتعرف العنصرية وإهانة الغير، لافتا إلى أن الفيلم يخالف الوقائع والحقائق، وأن التصرفات الفردية لايجب تعميمها.

وذكر د. الشكري أن من أبرز صفات البدو التحلي بالاخلاق والشهامة، مشيرا إلى أن الفيلم تناول حياة البدو في الجزيرة العربية بصورة سلبية يمكن أن يرد عليه بفيلم خليجي مشترك يتناول الأوضاع المأساوية التي يمارسها الهندوس ضد المسلمين في الهند. واعرب د. الشكري عن أسفه لسماح الرقابة في الهند بعرض هذا الفيلم الذي نقل صورة تجافي الواقع تماما.

تشويه صورة الإسلام

على صعيد متصل، يرى عضو المجلس الوطني لحقوق الانسان المحامي حمدان النمشان أن الفيلم ركز على نقطة في بحر واستخدم الانتقائية لا سيما وأنه لا يوجد في العالم دولة أفلاطونية فالممارسات السلبية تحدث في كل المجتمعات.

واضاف: في المقابل هناك تعذيب واضطهاد من قبل أطراف في الهند ضد المسلمين ويتم قتل الكثير هدم المساجد ومنعهم من تأدية الشعائر الاسلامية ثم بعد هذا يأتي من ينتج مثل هذا الفيلم الذي لايستهدف السعودية والخليج بل يستهدف تشويه صورة الاسلام ككل، حيث إن رسالته غير المعلنة وكأنها ترسخ في الاذهان أن تلك الممارسات السلبية تحدث في البلد الذي شهد مهبط الوحي.

واشار النمشان الى أن ملف حقوق الانسان في الكويت ودول الخليج يسير من حسن الى احسن دائما مستشهدا على ذلك بأن هناك مليون هندي يعيشون في الكويت، وإذا كانت هناك بعض الممارسات السلبية فإنها لا تمثل ظاهرة بأي حال من الاحوال، بل هي اجراءات فردية.

مقاطعة السينما الهندية

من جانبه، طالب الكاتب والمنتج عبد العزيز الطوالة بوقف عرض الفيلم من كل دور العرض في مختلف دول العالم، متسائلا لماذا سمحت الرقابة بانتاج هذا الفيلم الذي يمكن أن يؤثر على علاقات الدول؟

وأوضح الطوالة أن الفيلم صور حياة راعي الأغنام وكأن الامر ينسحب على كل من يعيش في السعودية والخليج، متسائلا: ألم تعلم الشركة التي انتجت الفيلم أن في الهند مناطق يشتهر أهلها برعي الغنم والبقر ولذا يتم جلب العمالة الهندية التي ستعمل في الخليج كرعاة بقر واغنام منها

وشدد الطوالة على أهمية تضافر الوسط الفني الخليجي في مجال صناعة السينما والمسلسلات لوقف التعامل مع الاعمال الفنية الهندية حتى لا يتم انتاج مثل تلك الاعمال السينمائية التي تشوه صورة المجتمعات الخليجية.

إبادة الهنود الحمر

وعلى الطرف الآخر، قال المستشار الحقوقي أنور الرشيد: إن المجتمعات المزدهرة هي التي يسمح فيها بالنقد في كل المجالات ودلل على ذلك بافلام انتجت في الغرب تناولت حروب الابادة الجماعية للهنود الحمر، فضلا عن أفلام عديدة تناولت الكثير من سلبيات المجتمعات الغربية

وأوضح أنه شاهد الفيلم كغيره واعجب بأداء الممثل العماني طالب البلوشي لدور الكفيل، الذي أظهر موهبة عُمانية خليجية رائعة.

وأضاف: بدلاً عن دعم هذه الموهبة للوصول للعالمية يتم تكسير مجاديفها والهجوم عليها وهذا أمر لا يمكن قبوله، لافتا إلى أنه لايعتبر هذا الفيلم موجها لتشويه صورة الدول الخليجية لسبب بسيط وهو أن مثل هذه الأحداث ــ وإن كانت هناك بعض المبالغة في تصويرها ـ تقع فعليا مع الأسف، وإن كانت محدودة .

وطالب الرشيد بضرورة الغاء نظام الكفيل بشكل عام ـ لافتا الى ان هناك ممارسات غير طبيعية تشمل تجارة الاقامات التي تظهر للعالم على أنها تجارة للبشر.

جوائز للفيلم!

من جانبه، قال الناقد الفني والمخرج محمد سحيو:إن الفيلم أثار موجة غضب عارمة، إذ تناول أحداثا سلبية وليست ظاهرة في المملكة أو دول الخليج، موضحا أن الدراما السينمائية تبدو وكأنها موجهة ضد السعودية التي تشهد نهضة حاليا في مجال صناعة السينما والتمثيل والمسرح

وذكر سحيو أن الفيلم حصل أبطاله على جوائز بالفعل ولكن ليس لجودته بل لاظهاره للمسلمين بصورة سلبية كون السعودية قلب العالم الاسلامي، وأظهر الاسلام بما ليس فيه حيث إن مدة هذا الفيلم 3 ساعات وكان الهدف منه تشويه صورة كل من ينتمي للاسلام.

واكد أن صناع الفيلم كانوا على علم تام بأنه سيثير ضجة ولهذا وضعوا اشارة في "تتر الفيلم" تقول فيها بأنه "لا يقصد الإساءة لأي بلد أو شعب"، مؤكدا أن هذا أكبر دليل على ان انتاجه مقصود وعن عمد بهدف الاساءة للسعودية والدول الخليجية.

وأعرب عن استغرابه من حصول الفيلم على العديد من الجوائز التي كانت بالجملة في مهرجان "كرييتف كريتكس" السينمائي المقام في جنوب الهند، حيث حصد الفيلم جوائز أفضل فيلم وأفضل ممثل (دور أول) وأفضل موسيقى وأفضل هندسة صوت وأيضا جائزة أفضل مخرج، لافتا إلى أن صناع فيلم لعبوا على دغدغة المشاعر بصورة ليست ابداعية، بل عن طريق المبالغة في تصوير الانتقادات.

من جهته، قال الفنان داوود حسين: ان جملة "الكويت والسعودية عينان في رأس" التي قالها الملك فهد بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ تعد جملة تاريخية فما يضر السعودية يضر الكويت والعكس صحيح، ومن هذا المنطلق أعلن مقاطعتي شخصيا لهذه المنصة "نتفليكس" ولن اتابعها بعد اليوم.

 

أبلغ رد... فيلم خليجي ضخم عن "أوضاع مسلمي الهند"

رأى مخرجون وصناع سينما ان أبلغ رد على الفيلم المسيء انتاج فيلم خليجي مشترك، يتناول الأوضاع المأساوية للمسلمين في الهند والتمييز و الارهاب الذي يتعرضون له على أيدي الهندوس.

 

الهنود أكبر جنسية في الكويت

يبلغ إجمالي العمالة الهندية في الكويت مليونا و720 ألفا وهي أكبر جالية متواجدة في الكويت حتى نهاية 2023 وفقا للإحصائية الصادرة عن الهيئة العامة للمعلومات المدنية.

فيما اشارت احصائيات سعودية الى أن عدد العمالة الهندية في المملكة في 2024 وصل 2 مليون و700 الف لتصل نسبتهم حوالي 8.2% من اجمالي سكان السعودية.

 

القصة الحقيقية... "غير"!

أكد نشطاء ومهتمون أن القصة الحقيقية التي استند اليها الفيلم مختلفة، وتتضمن الكثير من التفاصيل التي تنصف المملكة واهلها وتعكس كرم الاشقاء في السعودية وحسن تعاملهم مع العمالة.

ففي التفاصيل مثلا، ان العامل الهندي قتل الكفيل، إلا أن ذوي القتيل عفوا عن القاتل، وقام أهل المنطقة التي شهدت الواقعة بحملة واسعة لجمع أموال الدية الشرعية، فلما عفي عن الهندي دفعوا له الاموال تعويضا عما لحق به ومقابل عمله خلال السنوات التي لم يتقاض فيها أجره، فما كان من الأخير ـ وازاء ما رآه من حسن معاملة وكرم ـ إلا أن أشهر اسلامه.

 

"فيلم... هندي"

توافق عدد من النشطاء والمخرجين على ان الفيلم تضمن الكثير من التهويل والمبالغات التي درجت عليها السينما التي عرفها الكثيرون منذ السبعينات والثمانينات، عبر سلسلة طويلة من الافلام الركيكة والهابطة، ودون مراعاة لضرورة اظهار الجانب الآخر من الصورة، الامر الذي يجله بامتياز "فيلم هندي"!

آخر الأخبار