الْمُكَابَرَة والتَّصلُّبْ الفِكريّ وَقِصَر النَّظر

حوارات

تشير المكابرة في هذه المقالة الى معرفة الانسان المُكابر بفساد رأيه، وصحّة رأي الشخص الآخر، ورفضه الاعتراف بهذا الأمر، أو تغيير طريقة تفكيره وسلوكيّاته السلبيّة. وتتحوّل المُكابرة تصلّباً فكرياً، وقِصَر نظر عندما يخالف المرء المنطق الأخلاقيّ الطبيعيّ بهدف الخلاف لمجرد الخلاف فقط، ويتّخذ قرارات شخصية كارثية ربما تؤدّي به أحياناً الى التهلكة الفعليّة.

ومن بعض أسباب، وعلامات، وعواقب ترسّخ ميول الْمُكَابَرَة والتَّصلُّب الفكريّ، وَ قِصَر النّظر المُهْلِك في شخصية أحدهم، وكيفية التعامل معه، نذكر ما يلي:

-أسباب وعلامات وعواقب الْمُكَابَرَة والتَّصلُّب الفكريّ وقِصَر النَّظر: كلما ارتفعت نسبة النرجسيّة في شخصية أحد الأفراد (العشق الجنوني للذّات) زادت لديه نسبة المُكابرة، لا سيما في إنكاره للوقائع والحقائق الحياتية الأساسيّة، ورفضه الاعتراف بما هو حقٌّ.

ومن العلامات البارزة لتجذُّر المكابرة، والتحجّر الفكريّ في عقل أحدهم، ميله الى مخالفة ومعارضة ما يتّفِق على منطقيته، وصحّته، وصوابه أغلب عقلاء المجتمع.

وكلما كابَر المرء في رفضه قبول ما هو حقّ، قَصُر نظره وباءت جهوده النرجسية بالفشل بسبب أنه ينازع في ما لا يجب على الانسان العاقل المنازعة فيه، لوضوح صحّته ولصوابه، وعاقبة هذا الأمر هو اتخاذ قرارات شخصية مُهلكة.

-التعامل مع المُكابِر: الوسيلة الأكثر فعاليّة للتعامل مع مُتَصَلّب التفكير هو تجاهله قدر المستطاع، ما لم تكن قراراته الشخصيّة النرجسيّة تؤثّر بشكل مباشر على حياة الآخرين.

ويفترض بالعقلاء الذين يهتمّون بشأن المكابر المعاند، قصير النّظر، معارضة اعتقاداته الشخصية الخاطئة، ونصحه أنه يجدر به أن يكون منفتح العقل بشكل منطقيّ، وإذا لم يكن فيه طِبٌّ، فيجب توقّي شَرَّه، وتجنّبه والحذر منه قدر الاستطاعة.

-المُكابِر ومتصلِّب الفكر وقصير النَّظر يعرف رَزِيئَته: يُدْرِك الأفراد الجامدون فكرياً باختيارهم أنهم ليسوا على حقٍّ، وإن كانوا منفصلين بشكل جنونيّ عن الواقع المحيط بهم، لكنهم منفصلين بقدر محدّد لا يمنعهم من رؤية ما هم فيه من باطِل، وينغمسون أكثر في مكابرتهم، وكأنهم يسعون للتعويض عمّا يشعرون به من وحدة قاتلة.

كاتب كويتي