حوارات
يشير وصف "كشخة" في بعض اللهجات الخليجية الى ما هو حسن وجميل، من الملابس أو الديكورات، الداخلية أو الخارجية للمنزل.
والسيّارة الكَشْخَة في هذه المقالة هي السيّارة الفاخرة التي يستعملها البعض، ليس للتنقّل من مكان الى آخر، بل كعلامة ترمز لما يتخيّلونه أنه مكانتهم الاجتماعية الحقيقية، والتي يرغبون في إظهارها للآخرين.
ولعلّ ما هو واضح للبيان في سياق السعي الى امتلاك السيّارة الفاخرة، مع عدم القدرة على تحمّل تكاليفها الماليّة، هي دلالتها على الشعور بالدُّونيّة عند أحد الأشخاص، تجعله يشعر بعدم كفايته، أو قلّة قدره في المجتمع ما لم يحصل على موافقة وقبول، وتأييد، وربما تصفيق الآخرين له (فلان سيّارته كشخة).
ومن بعض دلائل كون السّعي الى امتلاك السيّارة "الكشخة" مع عدم وجود القدرة الماليّة الفعلية لشرائها، أو للحفاظ عليها، سلوك اختياري يهدف الى التعويض عن الشعور بالنّقص، نذكر ما يلي:
-عقلية الفقر والسَّيَّارَة "الكَشْخَة": يصاب الانسان بمرض عقلية الفقر عندما يبدأ يعتنق سلوكيّات استهلاكيّة مسرفة، مثل سعيه الى محاكاة أساليب حياة، وملبس، ومنزل من هو أغنى منه، وقيام ذو العقلية "الفقريّة" بتكبّد ما لا يطيقه مالياً فقط لإظهار مساواته المتخيّلة مع الأغنياء، وكلّما زاد ولع الفرد بالمظاهر الاجتماعية المُتَكلِّفة، انغمس أكثر في عقلية الفقر.
- أسباب عُقدة الدُّونيّة في سياق المظاهر الاجتماعية المُتَكلِّفة: تبدأ تنغرس في عقل أحدهم أفكار، واعتقادات خاطئة عن المكانة الاجتماعية، عندما يعتقد أنّ قدره وقيمته، كإنسان، ترتبط بشكل أساسي بحصوله على موافقة، وتأييد، وقبول المؤثِّرين في المجتمع، وخصوصا أصحاب المال القدماء، أو المكانة الاجتماعية القديمة، أو أصحاب النفوذ، وستلاحظ هذا النوع من المضطربين فكرياً، والمعوجيين روحياًن يتكبّدون العناء لإظهار أنفسهم على غير حقيقتهم، بهدف لفت انتباه الناس إليهم.
- السَّيَّارَة "الكَشْخَة" لا تُسمن ولا تغني من جوع: فهي تزيد الانسان متوسّط الحال، أو الفقير، عطشاً وجوعاً مجازياً، وربما فعلياً بسبب كونها أولويّة حياتية وهميّة، فامتلاكها لن يرفع شأنه اجتماعياً مهما حاول، فعلى قدر بساطِك مُدَّ رجليك، تربت يداك.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@