رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة تشارلز براون
خامنئي يفتح الباب لبزشكيان لاستئناف المفاوضات النووية
طهران، واشنطن، عواصم - وكالات: أكد رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة تشارلز براون أن مخاطر اتساع رقعة الحرب في الشرق الأوسط انحسرت إلى حد ما، بعد تبادل دولة الاحتلال و"حزب الله" إطلاق النار دون حدوث تصعيد، لكنه حذر من أن إيران لا تزال تشكل خطراً كبيراً بتفكيرها في توجيه ضربة عسكرية للاحتلال، قائلا إن هجوم "حزب الله" كان واحداً فقط من هجومين كبيرين هدد بشنهما ضد الاحتلال في الأسابيع الأخيرة، بالتزامن مع تهديد مماثل من إيران، مؤكداً أن خطر اندلاع حرب إقليمية انخفض إلى حد ما، معتبرا كيفية رد إيران سيكون من محددات كيفية رد إسرائيل، وهو ما سيكون بدوره من محددات ما إذا كان هناك اتساع لرقعة الصراع أم لا.
وحذر الجنرال الأميركي من أن هناك خطراً يشكله حلفاء إيران المسلحون في العراق وسورية والأردن الذين يهاجمون القوات الأميركية، وكذلك الحوثيون في اليمن الذين يستهدفون حركة الشحن في البحر الأحمر، وتساءل قائلاً "هل يتصرف هؤلاء الآخرون بالفعل بشكل فردي لأنهم غير راضين، الحوثيون على وجه الخصوص"، مشيراً إلى أن الحوثيين يتصرفون بالوكالة عن غيرهم، مؤكدا أن الجيش الأميركي في وضع أفضل للمساعدة في الدفاع عن إسرائيل وقواته في الشرق الأوسط، مما كان عليه قبل 13 أبريل عندما شنت إيران هجوماً واسعاً على إسرائيل، لافتا إلى أنه مهما كانت الخطط التي قد يضعها الجيش الإيراني، فإن الأمر متروك للقادة السياسيين في إيران لاتخاذ القرار، مختتماً حديثه بالإشارة إلى أنهم لا يريدون أن يفعلوا شيئاً من شأنه توسيع رقعة الصراع.
من جانبها، أكدت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" أن التهديد ما زال قائماً، وقال المتحدث باتريك رايدر إن التهديد بشن هجوم على إسرائيل من قبل إيران أو وكلائها لا يزال قائماً، مضيفا أنه بناء على تعليقات الزعماء الإيرانيين وآخرين لا يزال تقييمنا هو أنه يوجد تهديد بشن هجوم، موضحا أن الولايات المتحدة لم تشارك في الضربات الاستباقية أو في إسقاط صواريخ "حزب الله" اللبناني في رده على اغتيال زعيمه العسكري فؤاد شكر، لكنها قدمت بعض الدعم الاستخباراتي والمراقبة والاستطلاع من حيث تتبع هجمات "حزب الله" القادمة، مضيفا أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أمر بوجود مجموعتين من حاملات الطائرات للبقاء في المنطقة كجزء من الدعم لإسرائيل. في غضون ذلك، فتح المرشد علي خامنئي، الباب، أمام استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي لبلاده، قائلاً لحكومته إنه "لا يوجد عائق أمام التعامل مع" عدوها، واضعا خطوطاً حمراً واضحة لأي محادثات تجري في ظل حكومة الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان، وجدد تحذيراته من أن الولايات المتحدة لا يمكن الوثوق بها، قائلا في مقطع مصور بثه التلفزيون الرسمي: "لا ينبغي أن نعلق آمالنا على العدو. بالنسبة لخططنا، يجب ألا ننتظر موافقة الأعداء. ليس من قبيل تناقض الحوار مع نفس العدو في بعض المواضع، لا يوجد عائق"، كما حذر حكومة بزشكيان، قائلاً: "لا تثقوا بالعدو".
من جانبه، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكیان أن بلاده تستطيع حل مشاكلها ويمكنها الخروج من الأزمة، قائلا "يجب أن نتقن عملنا حتى نتمكن من خدمة الشعب وآمل أن يتم تقديم الخدمات بطريقة ترضي الشعب، بينما أعلن وزير الخارجية السابق، محمد جواد ظريف عن عدوله عن قرار استقالته من منصب نائب الرئيس للشؤون الستراتيجية، قائلا على منصة "إكس" إنه سيستمر في أداء مهامه بناء على مشاورات وتوجيهات وبأمر كتابي من الرئيس مسعود بزشكيان، مضيفا أن الحكومة الجديدة عرفت أعلى مستوى من حضور النساء والأقليات العرقية والدينية في مجلس الوزراء، مما يدل على صدق وشجاعة الرئيس في الوفاء بوعوده الانتخابية، معربا عن أمله أن يؤدي هذا النهج الشامل إلى وفاق وطني، مشيرا بفخر إلى أن نحو 70 بالمئة من الوزراء ونواب الرئيس وكبار المسؤولين الحكوميين تم اختيارهم وفق عملية شفافة وتشاركية.
على صعيد متصل، عيّن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان سياسياً من الأقلية السنية نائباً له لشؤون التنمية الريفية، حيث عيّن عبد الكريم حسين زاده في منصب نائب الرئيس لشؤون التنمية الريفية والمناطق المحرومة، ويمثل حسين زاده، وهو إصلاحي يبلغ من العمر 44 عاماً من مواليد كردستان إيران، مدينتي نقده وأشنويه في البرلمان منذ العام 2012.