السبت 02 أغسطس 2025
42°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 د.نايف العدواني
كل الآراء

أئمة المساجد والمؤذنون.. الدور والمسؤولية

Time
الثلاثاء 27 أغسطس 2024
د.نايف العدواني

يحظى قطاع المساجد والعناية بها بقدر كبير، وجهد واضح من الدعم والاهتمام من الدولة، متمثلة بوزارة "الأوقاف"، مصداقا لقوله تعالى "إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر".

ويتسابق أهل الكويت الخيرون على بناء، وعمارة المساجد، وتجهيزها، فيما تعين الوزارة الأئمة، والمؤذنين، والفراشين، وتزودها بكل ما يلزم من مستلزمات، لما لدور المسجد من أهمية في تهيئة النشء على الصلاة، والطاعة، وحفظ القرآن، علاوة على الوعظ، والإرشاد، المتمثل بخطب الجمعة، والمحاضرات، والاحاديث الأسبوعية لتثقيف الناس، وتعليمهم أمور دينهم، ودنياهم. كان لدور الامام، والمؤذن كونهما من حفظة كتاب الله، ومن أصحاب الطاعة، والتقوى، وقدوات للناس، فيما أصبح لزاماً عليهما شرعاً، وقانونا، واخلاقا تأدية هذا الدور، والالتزام بهذه الوظيفة العظيمة، التي حباهما الله بها، وفضلهما على الكثير من الناس.

علاوة على ما يتقاضيانه من رواتب، ومميزات، وسكن، وتسهيلات في الحصول على إجازة القيادة، وتعليم الأبناء في المدارس الحكومية لغير المواطنين، ولعدم وجود رقابة على دوامهما في إقامة الأذان، والصلوات.

إلا أن البعض منهم فرط في هذه الوظيفة، واستغلها اسوأ استغلال، فأصبحت للتكسب المادي، والاجتماعي، وللحصول على ميزاتها من سكن وراتب.

فالبعض لا يلتزم بإقامة الأذن، أو الصلاة، ويتركها للفراش، أو أحد رواد المساجد من المصلين، والبعض الاخر يتقاضى راتباً إضافياً للإمامة والأذان مقابل ذلك، رغم أنه موظف في الدولة، ولا يجوز له الجمع بين الوظيفتين.

بينما هناك من أصبح تاجر سيارات، خصوصا المؤذنين من غير المواطنين، مستغلا ساحة المسجد لعرض سياراته، وتجارته، فيما لا وجود لدروس الوعظ والإرشاد، ولا دور للمؤذن والامام في تحفيظ النشء القرآن، بل أصبحت وظيفة منفلتة، وبطالة مقنعة، ومصدرا لجني المال بسهولة.

والمؤلم في ذلك أن لكل مسجد جامع امامين ومؤذن، ولا نجد من يصلي بالمسلمين، والامام والمؤذن يلهثان وراء مصالحهما، ولا عزاء لهذه الوظائف الموقرة، فأساءوا لأهل الدين، ولدور المسجد الديني والاجتماعي.

وما لم تتدخل الدولة، وتحد من هذا التسيب، والمتاجرة بالدين، فإن المسجد سيفقد دوره الديني، والاجتماعي، ولعل خبر تطبيق البصمة على الأمة والمؤذنين، هو الدواء الفعال لانفلات البعض، وإعادة لدور المسجد المهم والضروري في الحفاظ على تنشئة الجيل، وإقامة الصلاة.

دكتور في القانون ومحام كويتي

[email protected]

آخر الأخبار