أنْزِل الناسَ مَنازِلَهُمْ قبل أنْ يَنْتَقِصُوا من قَدْرِكْ

حوارات

يجدر بالمرء العاقل الحاذق إنزال الناس منازلهم الحقيقية بالنسبة له، لا سيما في معاملتهم وفقاً لقيمتهم الفعليّة، وأهميّتهم وأولويتهم بالنسبة له، فليس كل شخص يدخل، أو يعبر، أو يبقى في حياة الانسان يستحق المعاملة نفسها التي يستحقها إنسانٌ آخر مختلف عنه تماما. ومن بعض مبادئ التعامل مع الناس وفق أقدارهم الحقيقيّة، ومنع شرّ من لا يستحقّون المعاملة الحسنة، قبل أن ينْتقِصُوا من قدر الانسان، نذكر ما يلي:

- إنزال الناس منازلهم الحقيقية: يستلزم على المرء العاقل من استفاد من تجاربه الحياتية أن يعطي الآخرين أقدارهم الحقيقية، فيعامل من يستحقّ التقدير والاحترام عبر تقديره واحترامه، ويبتعد بنفسه عن الإفراط في ألفته مع من تنفر منه روحه، فالعقل الباطن يُخبر المرء في الوقت المناسب ما يجب عليه فعله (لو أنه أنصت إليه باهْتِمام).

ومن مبادئ منح الأفراد المختلفين قدرهم المناسب هو تحفّظ المرء مع كل شخص جديد يلتقيه للمرة الاولى، واذ تمثّل هذه الفترة الابتدائية في العلاقات الاجتماعية المختلفة وقتاً حَرِجاً يتمّ فيه تكوين الانطباعات الشخصية الشبه ثابته، فيما توجد أرواح تتآلف تلقائياً، وثمة أرواح تتصادم منذ بداية اللقاء، فليس من المنطق أن يعانِد الانسان توصيات، وإرشادات، وتلميحات، وإشارات، وتحذيرات وتوصيات عقله الباطن.

ويحدث أحياناً أن يُفرِط الشخص السّوي أخلاقياً في مروءته أو تعامله الحسن مع شخص آخر لا يستحق، ويجلب الى حياته إنساناً سينتقص من قدره بشكل أو آخر.

-منع شرّ من سينتقِص من قَدْرِك: يوجد أفراد سيّئون كثيرون في عالم اليوم، ويتوجّب على العاقل الحذر منهم قد استطاعته بسبب أنه سيُنْقِصُ من قدره تكوين علاقة معهم، ومنهم المُفْرِطون في غيبتهم للناس، والسّاخطون بإفراط تجاه أوضاعهم الحياتيّة بلا أن يبادروا الى إصلاحها.

ويوجد من النفر السيئ اللّؤماء والمنحطّون أخلاقياً، وعلاماتهم فحش الكلام والفجور في الخصومة، والحسد المرضي الشديد، ونكران الجميل، ويوجد من لا يحلّل ولا يحرّم، ولا يتحرّى الرزق الحلال، ولو خَلَتْ خَرُبَتْ، والصالحون في كل مجتمع هم الأغلبية.

كاتب كويتي

DrAljenfawi@