الاثنين 16 سبتمبر 2024
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 أحمد الجارالله
الافتتاحية

أميرنا... تطلعات المواطن هي تطلعاتك

Time
الثلاثاء 27 أغسطس 2024
View
290
أحمد الجارالله

مع الوزراء الجدد، شعرنا أن القوس أُعطي باريها، فمن يستعرض السير الذاتية للوزراء الجدد يطمئن إلى أن مجلس الوزراء بدأ يسير على الطريق الصحيح، إذا استمرت الأمور على هذا المنوال، من اختيار أصحاب الاختصاص لتولي المناصب القيادية التنفيذية.

الأربعة، وكما يقال في العامية، "من أبناء المهنة"، وشهاداتهم تدل أيضا على حنكة في اختيارهم، ولعل ذلك يؤدي إلى تغيير الواقع المرير الذي كانت تشهده الكويت جراء المحاصصة القبلية والطائفية والعائلية، ولعبة المصالح.

في السابق، كان الوزير يعتمد على علاقاته الشخصية، أو تزكية من كتلة نيابية، أو هذا "جده كان محارباً في معركة الجهراء"، أو أن عائلته لديها جمعية خيرية، ولهذا يهبط بالـ"باراشوت"، ومن ثم تبدأ سلسلة الأخطاء والقرارات الارتجالية التي ترتد سلباً على العباد والبلاد، أو يقفل باب مكتبه، ويقبع في الداخل يتسلى بأمور ثانوية، فيما يترك "القرعة ترعى".

كل ذلك، جعل الكويت تسير "على البركة"، لأن المسؤول التنفيذي ليست لديه الإمكانات المؤهلة كي يعمل وفق ما يتطلب المنصب الوزاري.

نعم، كانت هناك ملاحظات على بعض الوزراء الذين خرجوا في التعديل الأخير، فلأنهم لم يواكبوا الإيقاع الذي سار عليه نظراؤهم في الحكومة، وهو ما شكل نوعاً من الضعف طوال الأشهر الأربعة الماضية، لهذا وجب التعديل كي يكون الجميع على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم.

أضف إلى ذلك أنها المرة الأولى التي نشعر فيها أن هناك "تكنوقراط" في الحكومة، ولأن الملف الأهم حالياً هو الاقتصاد، وعماده المال، لهذا، فإن وجود نورة الفصام في هذا الموقع يؤكد على أن التغيير نحو الأفضل لن يتوقف عند حدود، وكذلك ينطبق الأمر على وزير التجارة خليفة العجيل الذي عليه فتح الكثير من الملفات الواجب العمل على إصلاح الخلل فيها، خصوصاً تلك القرارات المتخلفة التي صدرت أخيرا، وجعلت الاقتصاد الكويتي يبدو كأنه يدار بذهنية بقالة، وليست دولة.

أما في ما يتعلق بالتعليم، وهذه المهمة الأصعب تاريخياً، فإن الدكتور نادر الجلال لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، والتربية بالوكالة، اختيار موفق، لأنه من أهل بيت التعليم، وبالتالي لديه معرفة تامة بما يجب فعله من أجل الإصلاح التربوي والعلمي.

هنا علينا الاعتراف جميعاً أن إصلاح التعليم يعني إصلاح الدولة ككل، وكلنا ندرك ماذا فعلت القرارات الارتجالية في تعليمنا الذي بات يُخرّج أميين، وفي أحسن الأحوال أنصاف متعلمين، وهذا سبب تردي المؤسسات كافة، كما أنه سبب طوفان الشهادات المزورة، لأن القاعدة قامت على "الواسطة" لحيازة امتيازات مالية، ومناصب من أجل "الكشخة" الكاذبة، وليس لأداء مهمة وطنية ومصيرية.

أيضاً من الملفات الشائكة في البلاد، الإسكان، وحين يكون هذا الملف في عهدة خبير، كعبداللطيف المشاري، الذي عمل طويلاً على مشروع تطوير الجزر الخمس، وكذلك المخطط الهيكلي والمشاريع الكبرى، وكان عضوا في تنسيق المشاريع الإسكانية بالمؤسسة العامة للرعاية السكنية، فهو لا شك لديه الكثير من الأفكار الواقعية كي يبدأ التطوير المنتظر في هذا الشأن، بعيداً عن نظرة التخلف.

اليوم، نشعر أن الجهد الكبير لصاحب السمو الأمير من أجل إعادة الكويت درة الخليج قد بدأ يثمر، وأن حكمة سموه تنير الطريق للوزراء الذين عليهم أن يكونوا على قدر من المسؤولية والمثابرة لتحقيق توجيهات سموه التي لخصها بالعمل على تلبية تطلعات المواطنين التي هي أساساً تطلعاته.

[email protected]

آخر الأخبار