الأربعاء 15 يناير 2025
15°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 م. عادل الجارالله الخرافي
كل الآراء

من المستفيد؟

Time
السبت 31 أغسطس 2024
View
110
م. عادل الجارالله الخرافي

ترددت قبل كتابة هذه المقالة، وفضلت التزام المثل الحكيم "قتلُ السفيه تَركه"، إلا أن الموضوع الذي أنا بصدده قد بالغ بالتطاول، وزاد في الاستفزاز، وأقصد هنا الأهازيج التي رددتها قلة قليلة وروجتها في وسائل التواصل بهتاف "ما نبي الجنسية"، وهو هتاف مستنكر يمس بالاستهزاء والنكران إحدى المقومات الرئيسية لهويتنا الوطنية وعنوان إنتمائنا، وولائنا، وهو الجنسية الكويتية.

وتساءلت: هل يمكن أن يبلغ كويتي هذا المبلغ، فيستهين بانتمائه، وهل هو كويتي بالفعل من ردد ذلك وشارك فيه، إذ إن ذلك بلغ من الغرابة والاستغراب إلى حد أنه يصعب التصديق أنه صدر من كويتيين، وربما يكون مفتعلا ومصطنعا لإثارة الفتنة، وهو أقرب إلى المعقولية.

وإذ إنني لا أعتقد أن من صدرت عنهم تلك الأهازيج من الكويتيين لما فيها من تجريح، وإساءة للهوية الوطنية، فإنها إن كانت قد صدرت عن كويتيين، فالبديل أمامهم واضح وقانون الجنسية صريح، والطريق لخارج الكويت مفتوحة برا وبحرا وجوا، ولمن لا يريد الجنسية الكويتية، ولا يعتز بهويتنا الوطنية فأرض الله واسعة.

إن تداول مثل تلك الأقوال والأفعال أمر محزن ومزعج، ومن يفعلها ليس لديه شعور بالإنتماء الوطني، ولا حرص على الهوية والوحدة الوطنية.

إن الخروج عن منطق وثوابت وحدتنا الوطنية، وإن كان من فعل قلة قليلة، فهو مرفوض، ولا ينبغي السكوت عنه، وسنتصدى له أيا كان مصدره، فلا هدف له سوى إضعاف تماسكنا الوطني وهدم مرتكزات نظامنا الديمقراطي.

ولنعلم جميعا أن الجنسية الكويتية وضع أسسها القانون، وكفلها القانون، وحماها القانون، رغم توقعنا أن هناك من زوّر، أو تواطأ، أو خرج عن هذا القانون، وسيبقى القانون وسيادته سبيلنا في المحاسبة، والدفاع عن وحدتنا، ومكتسباتنا الوطنية.

آخر الأخبار