المال العام

زين وشين

أحد الوزراء الذين غادروا الوزارة غير مأسوف عليهم، وما اكثرهم في السنوات الاخيرة، حتى اصبح في كل شارع وزير سابق، لا يعرفه الناس الى درجة ان الشارع الكويتي لم يعد يعرف هذا من ذاك، وهل هو وزير حالي ام سابق، وللعلم ان الإبداع يحتاج دائما إلى استقرار إلا ان سوء الاختيار لا يجعلهم يستقرون.

ومن دون مجاملة أغلب المواطنين لا يعرفون من الوزراء الحاليون، إلا سمو رئيس مجلس الوزراء، والشيخ فهد اليوسف، اذ من بين كل الوزراء هو الوحيد الذي يظهر في الصورة، ويعمل ليل نهار، ويلامس معاناة المواطن، وجهده مقدر!

نعود الى مقدمة المقالة، ونقول: احد الذين استغني عن خدماتهم من الوزراء استضافه التلفزيون الرسمي للدولة، في يوم من الايام، ورغم ان الاسئلة كانت عامة، إلا انه جنح بإجاباته ناحية حرمة المال العالم، ووجوب المحافظة عليه، وكان المال العام قضيته، واخذ يتكلم عن المال العام بحماسة، وحرقة، ويحض على المحافظة عليه، وضرورة عدم التهاون بتحصيل أموال الدولة، حتى قلنا ان هذا هو الحل الأمثل عاش الوزير!

ثم نكتشف فيما بعد انه محال إلى الجنايات بتهمة استباحة المال العام، طبعا لم تثبت ادانته حتى الان، والمتهم بريء حتى تثبت الإدانة، ولسنا من الشامتين، لكن اصبحت عندنا قناعة تامة ان المنظرين لا يصلحون نهائيا للإدارة "ما تسرحهم في عنزين)، فقد ثبت فشل كل منظر استلم وزارة، او ادارة من ادارات الدولة، والمنظر لمن لايعرفه هو "المهايطي" بلهجتنا الدارجة، الذي يقيم الدنيا ويقعدها، ويرعد ويبرق حين يتحدث في المقابلات او المناظرات، وما ان يستلم مركزاً إلا ويفشل فشلاً ذريعاً ويسقط سقوطاً مدوياً!

راجعوا محاضر وأسماء المجلس التأسيسي، واول مجلس أمة في تاريخ الكويت، لتعرفوا صدق كلامي اسماء عظيمة ليس امامها حرف "الدال"، وانجازات وضعت دولة الكويت في المقدمة.

هذا هو تاريخنا الذي يحاول البعض طمسه، واحياه العود، حفظه الله ورعاه، حين خصنا بقوله: اهل الكويت الأصليين...نعم هكذا تورد الابل...زين.