الاحتراق النفسيّ: الأسباب والأعراض

حوارات

يشابه الاحتراق النفسيّ الاحتراق الوظيفيّ الاعتيادي، بسبب عدم القدرة على تحمّل ضغوط العمل.

وبينما يتركز الاحتراق النفسيّ الوظيفيّ في الضغوط النفسيّة التي تتولّد بسبب ظروف بيئة العمل، الا ان الاحتراق النفسيّ العامّ هو الأكثر شيوعاً في عالم اليوم المضطرب، الذي تكثر فيه العلاقات الأسريّة والاجتماعية السلبيّة، ومن أسبابه، وأعراضه، وكيفية مكافحته نذكر ما يلي:

-أسباب الاحتراق النفسيّ: يمثّل عدم امتلاك المهارة للتعامل مع الضغوط النفسيّة بشكل بنّاء أحد أبرز أسباب تعرّض أحدهم للاحتراق النفسيّ، وهو شعور عميق ومستمر بالإنهاك البدنيّ، والنفسيّ والروحيّ، والشعور بقلّة الحيلة تجاه ما يتعرّض له الانسان من تحديّات نفسيّة داخليّة وخارجيّة.

ويجسّد الانغماس في علاقات أسريّة، أو اجتماعية، سميّة أبرز أسباب الإحتراق النفسيّ الذّاتي للعجز عن التخلّص من الشخصيات المؤذية في الحياة الخاصّة، والتحيّر في وسائل صدّ ومكافحة شرّها المستطير.

وعندما يعجز المرء عن التمتّع بفترات مناسبة من الرّاحة البدنية والنفسيّة، سيؤدي هذا الأمر الى سرعة إحتراقه النفسيّ، وشعوره أحياناً باليأس من إيجاد حلول مناسبة لما يتعرّض له من ضغوط بدنية ونفسيّة تكاد تخلع روحه من جسده!

-أعراض الاحتراق: يشعر بعض من يصل لمرحلة الاحتراق النفسيّ بنوع من الخدر الحسّي السلبيّ، لا سيما بعدم القدرة على التمتّع بما كان يجلب للإنسان الشعور بالسعادة في الماضي، وربما يتعرّض الانسان المحترق نفسياً للصداع الشديد غامض السبب، والعجز عن القيام بأبسط النشاطات البدنية لإنعدام الطاقة الجسدية لأدائها، وربما يشعر الفرد بالدوران والغثيان عند مخالطة الآخرين، وبالتهيّج النفسيّ والقابلية السريعة للاستفزاز، وبعدم الرغبة في التفكير في الأولويات الشخصية، وبالسعي الى الهروب خارج البيئات الأسريّة أو الاجتماعية المعتادة، وبتعطّل القدرة على ممارسة التفكير السليم، وربما الانغماس في تصرّفات طائشة ومتهوّرة بهدف التخفيف من وطأة الاحتراق النفسيّ الداخليّ.

-مكافحته: يجدر بالإنسان العاقل منح نفسه فترات معينة في اليوم لأخذ قسط من الراحة البدنية والنفسيّة، وبممارسة هواية إيجابية تشعره بالسعادة، وبالسفر قدر المستطاع، وباستنشاق الهواء الطلق إذا توفّر في البيئة المحيطة، وبممارسة رياضة المشي كل يوم.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi