حوارات
يشير"الإنسان الصّالِح" في هذه المقالة الى شخصية إنسانيّة مستقيمة أخلاقياً، وسويّة نفسياً، وبالغة فكرياً، والهدف الأسمى بالنسبة للإنسان العاقل، في عالم اليوم المضطرب، هو وصوله الى حالة الصّلاح، الداخليّ والخارجيّ.
ومما أعتقد أنها من أهم سلوكيّات الإنسان الصَّالِح، نذكر ما يلي:
- يسعى هذا الانسان إلى رضى الله عزّ وجلّ عنه، وذلك في أقواله وسلوكيّاته، الخاصّة والعامة، الى اكتساب رضى الله تعالى عنه، وهو يؤدي الأعمال الصّالحة عن قناعة تامّة أنها موجّهة لله عز وجل، وليس لجذب انتباه الخَلْق أو للحصول على رضاهم أو قبولهم الشخصيّ.
-الصّالِح يتطابق سرّه وعلانيّته: العلامة الدّالة على تطابق داخل الإنسان الصّالح وخارجه هو صدق كلامه وأفعاله، فهو لا يلبس أقنعة موقّتة يستعملها أثناء تعامله مع الآخرين في العالم الخارجيّ، ولكنّك ستجده الشخص نفسه في كل الأوقات، وهو ليس عفوياً أو طيّب القلب بإفراط، فتطابق سرّه وعلانيّته يغذّيه إيمانه الصّادق أنّ من يصدق مع نفسه يصدق مع الناس.
-الإخلاص والأمانة: العنوان البارز لسلوكيّات الإنسان الصّالِح هو إخلاصه في قوله وعمله، وحفاظه على الأمانة، وأدائه لها بكل إخلاص، سواء تجاه نفسه أو تجاه النّاس الآخرين والمجتمع بعامّة، فكل كلام يخرج من فمه وكل فعل يعمله يميّزه الإخلاص المتفاني للإيفاء بالمسؤوليات الأخلاقيّة التي على عاتقه، وأمانة شديدة يراقب فيها ربّ العباد الذي يطّلع على عمل العباد.
-تقدير وشكر النَّعَم وبركة الرِّزق والتصدّق: "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ"(إبراهيم 7)، ويبارك الله تعالى برِزق الإنسان الصّالِح، ويزيده، وينشر خيره بسبب معرفة المرء الصّالِح لما يتمتّع به من نَعَمٍ إلهية لا يمكن أن تعدَّ أو تحصى، وتجده أكثر النّاس تصدّقاً في السرّ والعلن.
- الْإِنْسَان الصَّالِح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: يعرف الصّالح ما عليه من مسؤوليات دينيّة وأخلاقيّة تجاه نفسه وتجاه مجتمعه، فيُصْلِح نفسه لكي يصلح مجتمعه، وينصح لأهله بالخير، ويُفشي السّلام، ويُطعِم الطّعام، ويحضّ على مساعدة المحتاجين، ويدعو الى مراقبة الله عزّ وجلّ في القول وفي العمل.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi