تَهْويِن الفشل الحياتي

حوارات

يمثّل سلوك تهوين الفشل الحياتي نوعاً من التشوّهات المعرفية التي يعاني منها الإنسان لأسباب شخصية محدّدة، ويتجسّد التهوين في سياق هذه المقالة في تبرير الانسان لفشل اختياراته الحياتية، ولعدم رغبته في التطور، أو التغيير للأفضل.

ومن بعض علامات تهوين الفشل على المستويين الحياتي والشخصي الخّاص، وبعض أسبابه، وكيفية الشفاء منه، نذكر ما يلي:

-علامات التهوين: يقلّل المُهوِّن من فشله الحياتي من تأثير اختياراته الذاتيّة عبر لوم الظروف، أو الناس الآخرين، ويميل الى تخفيف عواقب كلامه، أو كتاباته، أو تصرّفاته السلبيّة الاختيارية.

كما يتّصف بانفصاله الطّوعي عن الواقع المحيط به بسبب عجزه، أو خوفه من مواجهة وقائع وحقائق حياته، ويميل الى تفادي التفكير بجسامة أخطائه الحياتية في حقّ نفسه وفي حق الآخرين، لعدم مقدرته على التعامل معها بشكل شفّاف، أو صادق، فهو يهرب الى الأمام دائماً، وفي الوقت نفسه، يرفض من تعوّد على التهوين الاعتراف حتى بإنجازاته، أو بسماته الحياتية الخاصّة به بسبب طغيان السلبيّة الفكريّة على شخصيته.

وهو لا يهتمّ كثيراً بانتشال نفسه من مستنقعات الفشل التي ينغمس فيها بإرادته، ويراوح مكانه حتى يمحيه الزمن من الذاكرة الاجتماعية.

-أسباب التَّهوين: يؤدّي التعرّض لتربية أسريّة فاشلة على يد ولي أمر نرجسيّ الى تعوّد الطفل على عدم الوثوق بقدراته الذاتيّة، والتقليل من قيمة سماته الإنسانية، وتجاهله احتمالات نجاحاته المستقبلية بسبب تعرّضه للنّقد اللاّذع لفترات طويلة، أو بسبب سعي ولي الأمر الفاشل الى تعويض شعوره بالنّقص عن طريق جلد أبنائه.

ويمثّل الاختلاط الاختياري بالفاشلين أخلاقياً أو غير الناضجين نفسياً أحد أبرز أسباب ترسّخ سلوك تهوين الفشل الحياتيّ في شخصية أحدهم، ولعدم تعوّده على تحمّل مسؤولياته الأخلاقية تجاه نفسه في المقام الأول.

-الشفاء من تهوين الفشل الحياتي: أولى خطوات استرداد الثقة بالنفس هي العَزْم على الاستفادة من التجارب الحياتية السلبيّة، وتقوية الإرادة الذّاتية عن طريق تمرينها على مواجهة الضغوط النفسيّة المتغيّرة، والبدء باكتساب مهارات الاعتماد على النفس، وبتثقيف الذّات عن الأساليب المختلفة لتحقيق النجاحات الحياتيّة.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi