زين وشين
أشعر بالحزن والأسى على دستورنا، ذاك الانجاز العظيم الذي حققه الآباء والأجداد، من خلال المجلس التأسيسي، وعبر ذلك المنعطف التاريخي الذي حقق في سنة واحدة ما عجزت عنه دول اخرى في سنوات، مع العلم بان الدولة كانت في بداية عهد الاستقلال.
اليوم، وبعد مرور كل هذه السنوات اصبح الجميع خبراء دستوريين المختص وغير المختص، من درّس الدستور ومن درسه، ومن لم يطلع عليه إلا مرة واحدة، حتى ان احدهم يقول ان وقف الدولة حسابات البنوك لمن لم يطبق البصمة البيومترية غير دستوري!
لا اعرف ما دليله على ذلك، بل وما دخل الدستور في القرارات التي تتخذها الدولة للمصلحة العامة، وترى ضرورة تطبيقها على ارض الواقع، او تفرضها مستجدات الامور، او تتفق مع توجه الدولة العام، وهذا فقط ما تفتق عنه ذهن بعض الخبراء الدستوريين، ورأوا انه مخالف للدستور، بينما كانت مجالس الامة "تدوس في بطن الدستور"، وتنتهك مواده من منصة الرئاسة، ومن قاعة عبدالله السالم، فيما خبراء الدستور لا يحركون ساكناً.
مسكين الدستور اصبح مثل عباءة الشتاء نتدثر بها إذا شعرنا بالبرد، ثم نخلعها إذا شعرنا بالحر، فهم يتمسكون بالدستور إذا خدم مصالحهم، ويتجاوزونه، بل ولا يعيرونه اهتمامهم إذا تطلبت مصالحهم ذلك!
نقول لخبراء الدستور هناك 27 الف زائر دخلوا الكويت، ولم يغادروها بعد ان انتهت زياراتهم، فهل في ملاحقة الجهات المختصة لهؤلاء مخالفة دستورية، وهم مثلهم مثل من لم يجر البصمة البيومترية مخالف لقوانين الدولة؟
نقول لمن يعنيهم الأمر، وللجهات المعنية بتطبيق القانون والقضاء على التسيب والفوضى، التي وصلنا اليها: لا تلتفتوا الى "قوم ما كاري"، ونظفوا بلدكم، واضربوا بيد من حديد، فثمن وطننا علينا غال جداً، وحين يصل الأمر إلى الولاء والانتماء، فلا مكان للدستور ولا إلى حقوق الإنسان، ولا المسميات الأخرى... زين.