حوارات
"وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا"(الطلاق 2- 3).
تشير بَرَكَة الرِّزق في هذه المقالة الى زيادته ونمائه، وعموم خيره، فعندما يُبارك الله عزّ وجلّ في رِزْق الانسان فهو يكثره ويديمه، ويفتح عن طريقة أبواب خير لا تُعَدُّ ولا تُحصى.
ومن بعض أسباب وعلامات بَرَكَة الرِزْق، نذكر ما يلي:
-أسباب بَرَكَة الرِّزْق: يمثّل التزام المرء بتحرِّي الرِّزق الحلال في ما يحصل عليه من مال أحد أهمّ أسباب بركة رِزْقِه، فالمال الحلال مصدره نقيٌّ وصافٍ من شوائب المال الحرام.
وكلما حرص الانسان العاقل على تقصِّي مصدر ماله، تطهّر من عيوب ما هو حرام، وعندما يُقدِّر المرء نِعَمَ الله عزّ وجلّ عليه ويشكرها بالامتناع عن استعمالها لمعصيّة ربّه، بُورِك في رِزقه، والشواهد على هذه الحقيقة الحياتيّة كثيرة جدًّا.
وكلما تصدّق المسلم من ماله الحلال، زاد هذا المال و زادت بركته في الحياة، الخاصّة والعامة، ومن يمنح المحتاجين حقاً في ماله سيزيد نقاء هذا المال وينظف من قبائح الشرور البشريّة.
ومن أسباب بَرَكَة الرِّزْق هو الامتناع عن الإسراف في الأكل والملبس، والمبالغة في الصّرف على كماليات الحياة اليومية عواقبها وخيمة، وتزيد بَرَكَة الرِّزْق كذلك بالنأي عن ظلم النّاس وسلب حقوقهم، وكلما سرق أحدهم أو استولى على أموال الآخرين بغير حقٍّ حُرِمَ الرّاحة البدنيّة والنفسيّة، ولو حاول إنكار ذلك، وكلما صرف الوالدان أموالهما على أبنائهما بارك الله تعالى لهما في مالهما وفي ذرّيتهما.
-علامات بَرَكَة الرِّزْق: تظهر بَرَكَة الرِّزْق في زيادة منطقيّة للمال وفي كفايته، على قلّته، في سدّ احتياجات الفرد، بلا أن يضطر الى التديّن من النّاس بسبب إسرافه، فلا يُبذِّره في ما لا يستحقُّ، ولا يشتري شيئاً لا يستطيع دفع ثمنه كاملاً، ودينار ودرهم وريال المُبَارَك في رِزْقه أكثر دوامًا وبَركَة وخيرًا ممّن لا يُحرِّم ولا يُحلِّل، ولا يحرص على تَحَرِّي المال الحلال، والله عزّ وجلّ أعلم.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi