عمر شاهين يرصد الـ"سكون" في 30 لوحة

معرضه الشخصي الثاني أقامه في "بوشهري"

مدحت علام

قال الفنان التشكيلي عمر شاهين: "لطالما بحثنا في أعماقنا عن جوهر أو مضمون وأبحرنا بمخيلاتنا بعيدا في عمق السكون، وتخلينا عما يحيط بنا وتركنا ضجيج العالم من حولنا، وغصنا بداخلنا أكثر فأكثر فتجلت المحبة الأزلية الراسخة في أعماقنا"... هذه الرؤية الفلسفية طرحها شاهين خلال معرضه الشخصي الثاني الذي نظمه في قاعة بوشهري للفنون في مقرها بمنطقة السالمية بعنوان "سُكُون" والذي احتوى 30 عملا فنيا، تضن الكثير من الرؤى التي استخلصها من مجموعة بورتريهات، ذات مواصفات فنية خاصة، عبّر من خلالها عن حالات إنسانية عديدة وذات أبعاد نفسية متنوعة رسمها بألوان الإكريليك.

كما اهتم الفنان في سياق معرضه بالطبيعة التي جاءت في أعماله برؤى رمزية وإيقاعات تجريدية، تحتاج بعض التفكير من أجل الوصول إلى مستوياتها الفنية.

واستطر الفنان في وصفه للحالات التي دفعته لرسم لوحات المعرض ليقول: دع الروح تتنفس ولتصعد عاليا، فما للمجهول عنوان بداخلنا، نصبح كشرنقة الحب، نتخلى عن أجسادنا لتطفو الروح الجميلة ذات الأجنحه الملكية فالدنيا سجن ونحن المسجونون بها، فحطم جدار السجن وتحرر، فنحن المدن، ونحن قاطنوها، فمشاهدة الإنسان لسكونه هي محاولة فهم من الأنا الزائفة يوما ما سيأخذك قلبك إلى أعماق السكون، يوما ما سينتهي العمق عندما تجد أن نفسك دواء لنفسك، وروحك شفاء لروحك التي هيا نسيج من حب ولا شيء سوى الحب الأبدي، فأنت جزء من سيمفونية الكون الأزلي، إن لم تجد نفسك بداخلك، فلن تجدها في أي مكان.

وأضاف: الحب لا يمكن أن يكون علاج للوحدة والانفراد والسكون، أن لم تكون أنت معك، القدر الإلهي يعرف مصيرنا وحتى أدق تفاصيلنا فلنحكي قصتنا في صمت السكون". من جانب آخر ذكر شاهين بأن المميز في هذا المعرض فكرته بحد ذاتها التي تعتمد على" سُكُون" التام الذي يجعل كل شخص يصل إلى لحظة الأنا التي تكون إما خيرة أو شريرة، وإذا كانت شريرة فهي من مكتسبات الدنيا. وأضاف شاهين أنه اختار السكون في وسط الازدحام والصراعات التي يعيشها كل الفرد منا، فنحن نحتاج إلى لحظات السكون.

يذكر أن شاهين حاصل على شهادة الفنون الجميلة من جامعة دمشق عام 2013، ولديه مشاركات في معارض في دولة الكويت وخارجها، وفي استديو زعابيل دبي عام 2021، ومشاركة في معرض تضامني عن فلسطين في برلين عام 2020.

تداعيات فنية