الاثنين 16 سبتمبر 2024
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
العنزي والبدري... احتفيا بالوطن والحياة في قصائدهما
play icon
بدرية البدري
الثقافية

العنزي والبدري... احتفيا بالوطن والحياة في قصائدهما

Time
الخميس 05 سبتمبر 2024
View
50
مدحت علام
خلال أمسية شعرية أقيمت ضمن الأسبوع الثقافي العماني في الكويت

مدحت علام

ضمن الأسبوع الثقافي العماني في الكويت، أقيمت في مسرح مكتبة الكويت الوطنية أمسية شعرية أحياها الشاعر الكويتي فيصل سعود العنزي والشاعرة العمانية بدرية البدري والشاعر العماني يوسف الكمالي، وأدارها الأديب الحارث الخراز، في حضور نخبة من الأدباء والجمهور.

وأنشد الشاعران في الأمسية بعضاً من قصائدهما التي تنوعت بين أغراض وأساليب شعرية شتى، وذلك وفق ما تتضمنه مشاعر وأحاسيس كل منهما، كي تأتي القصائد في مسارات وجدانية تارة ووطنية تارة أخرى، بالإضافة إلى مسارات أخرى تسير نحو العاطفة والمشاعر الإنسانية الجياشة.

وألقى الشاعر العنزي خلال الأمسية قصيدة "جلالة السلطان"، تلك التي مدح فيها السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان ليقول:

أنعم بسلطان من المجد الذي

بالحب سدت الأرض إذ لم تظلم

فملأت كل العارفين محبة

كالضوء في سير الظلام المظلم

أنت الشجاع على الخلائق باذخ

تعلو على نجم السماك مقدم

وفي قصيدة "بوح"، تناول العنزي العديد من المشاعر التي يتبدّى فيها الإنسان محباً ومستسلماً للجمال بكل ألوانه، واصفاً هدأة الليل والسكون والغريب عن دياره ليقول:

يا سدرة العشق هل نامت عصافيري

إذ عاد يقلقني بوح الأزاهير

الليل خيّم فوق الأرض معتكراً

صوت السكون بدى يحكي أساريري

في وحدتي جلست نفسي تُحدثني

عما يجول على ضوء التعابير

في حين اتسمت قصيدة العنزي وعنوانها "أنت حبيبتي... فمن أنا؟"، بالرؤى العاطفية، التي تستلهم من السؤال رؤى جمالية، ومن ثم فقد استحضر المطر ليبث فيها صوره الشعرية ليقول:

كوني حبيبتي وأنا تحت المطر

ما بللتني في الهوى قطراته تحت السماء

لكنني بللته دمعاً ترقرق في الشتاء

إني أحبك رغبة فيها يذلل كبرياء

فيها ثلوج تحتسي دمع البكاء

فيها دخان نازف أو جمرة في قعر ماء

وجاءت قصيدة "أرمي بها وجعي"، كي يستكمل بها الشاعر رؤاه الجمالية التي تتعلق بالحياة، وما تتضمنه من عناصر مثل الأغصان والازهار... كي يقول:

مالي ومال الهوى، ما كنت ظمآنا

وقد أخذت من الأغصان مالانا

وقد عصرت من الأزهار ميسمها

لما شممت بها فُلّا وريحان

مالي وقافية لو كنت أكتبها

أرمي بها وجعي جرحاً وأحزانا

وجاء دور الشاعرة بدرية البدري كي تنشد قصائدها التي اتسمت بالتنوع الوجداني والحسي، كي تقرأ قصيدة "زرقة بامتداد الحب"، تلك التي تناولت فيها الإنسان وما تمثله له المشاعر الصادقة من يقين وإبهار لتقول:

أنا يا حبيب الروح ناي غارق

في الحزن حتى قبلته يداكا

فانساب باللحن الشجي مغرداً

وظننت أني والسماء حِماكا

طير تخيّر أن يقصّ جانحه

ويظلّ يحرس في القيود سماكا

وفي قصيدة "ورد عناق"، استرسلت الشاعر في وصف مشاعرها المحبة للكويت، وما تتضمنه تلك المشاعر من إجلال وتقدير لبلد متسامح في ماضيه وحاضره لتقول:

جئت الكويت تؤمني أشواقي

وحديث تاريخ من العشاق

تنساب أمطار الحنين بضمه

ويجب ذنب البعد ورد عناقي

هذي الكويت فهل ألام بحبها

وهي الأصيل من الهوى والباقي

أما قصيدة "كذبة سوداء"، فإنها تضمّنت رؤى فلسفية شعرية، بثتها البدري من أجل استلهام الخيال والاسترسال في التعبير عن مشاعر الرفض للظلم والكذب والنفاق لتقول:

الشرح قد يطول

هل نترك الرجال ينبتون في وجوهنا

كصفحة الجبال

يروون للصغار عن بلادهم

عن كل ما نريد طمسه غداً من

شبهة السؤال

عن لفظة احتلال

بالطبع لا جدال/ سنقتل الرجال

أما الشاعر الكمالي فألقى مجموعة من القصائد تناثر فيها عذب الكلام والإبداع الشعري، ومنها " وطن يمشي في الغربة "، " مدن في ضباب الذاكرة " و" ألم بربري – رسالة من مجانين غزة"، وغيرها.

هكذا عبّرت الأمسية الشعرية التي أقيمت ضمن الأسبوع الثقافي العماني في الكويت، عن حصيلة شعرية، تناول فيها الشاعران المشاركان بها الكثير من المظاهر والأشكال والمضامين التي تعجّ بها الحياة، كما أنهما عبّرا عن خلجات قلبيهما، وما يريدان بثه للجمهور، بألفاظ مرنة، وتعابير شعرية شيقة.

آخر الأخبار