الثلاثاء 10 سبتمبر 2024
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 صالح بن عبد الله المسلم
كل الآراء

"حياة الماعز"... القوة الناعمة

Time
الخميس 05 سبتمبر 2024
View
80
صالح بن عبد الله المسلم

لا شك ان الدراما وغيرها من الوسائل، تُستخدم كـ"قوة ناعمة" تُؤثر كثيراً في العوام، وتؤدي هذه القوى الناعمة دوراً كبيراً في التأثير على الشعوب.

وفي سياسات الدول ــ غالبيتها ــ تستخدم هذه القوى للضغط على بعض الجهات التي تريد إما استنزافها، أو كسب مصالح منها، وتنفيذ اجندتها السياسية مع المكاسب الاقتصادية.

وادت القوة الناعمة بدورها الحقيقي بعد الحرب العالمية الثانية وانطلاق وسائل الاعلام والتلفاز بشكل علني، وتواجده بغالبية المنازل والبيوت والمتاجر والأسواق والشبكات والمكاتب، واصبح الوجهة الأساسية للأسر والمسؤولين، واضحت البرامج التلفزيونية هي المفصل الحقيقي في تغيير وجهات العوام، ونظراتهم، وتوجهاتهم، وسلوكياتهم.

الدراما لحقت بالعملية اخيراً، وأصبحت تُشكل ضلعاً مُهماً في عملية التأثير والتأثر، وانطلقت الأفلام في هوليوود خصوصاً، واستغلها الغرب لفرض السيطرة، وتغذية العقول، وارسال الرسائل من خلال الأفلام والمُسلسلات الى مختلف بقاع الأرض الى المتلقي الذي هو أصلاً متعطش لمثل تلك الرسائل، وباندهاش كبير، وترحاب اكثر استقبلت هذه الشعوب الرسائل الاميركية والغربية لتنفذ الاجندة وتطبيق الايديولوجيا، وكأنها مرسومة من اجلهم، وكأنها التغيير الحتمي لحياتهم، وحياة أهلهم وذويهم، وكأنهم يعيشون حياة بهيمية لا تُدرك ما معنى الحياة، وهؤلاء جاؤوا ليزرعوا لهم الامن والأمان والحياة السعيدة، والمليئة بالمال والراحة، والانطلاقات الى عالم تستحق فيه الحياة ان نتعايش فيها لا حياة الماعز، وبقية الحيوانات.

أسس الغرب هذه الفكرة وانطلق في انتهاكات لحقوق الافراد، كونهم يعيشون في حُلم وردي، زرعه لهم الغرب من خلال القوى الناعمة، والخيال، وانهم يعيشون في زريبة، وان الغرب في جنة من جنان الدنيا، والانسان له كرامته ومكانته، ولا يوجد انتهاكات تقل من قيمته، هكذا هي الصورة الوردية التي يبعثها هؤلاء للشعوب المغلوب على امرها.

مرت الأيام والسنون وانطلقت الفضائيات، وجاءنا الذكاء الاصطناعي، وانتشرت وسائل التواصل، وأصبحت المعلومة "بضغطة زر"، فاكتشفت هذه الشعوب انها محرومة من ابسط حقوقها، ومن ثرواتها، التي في بلدانها، وانها تعمل من اجل هؤلاء الغربيين الذين استغلوا الأرض، وغيبوا العقول، ونهبوا الثروات، واهانوا الإنسانية، واطاحوا الحكومات، واشعلوا الحروب، وقتلوا الملايين من البشر من اجل مصلحتهم فقط.

اكبر الدول والمجتمعات انتهاكا لحقوق الانسان هو الغرب عموما، والاميركيون والغربيون بكل طوائفهم، ومختلف عقائدهم ومذاهبهم.

غيبوا العالم عن الحقيقة لسنوات طويلة، وما "حياة الماعز" الا جزء من عملية الضغط على المنطقة وأهلها، واستغلال ثرواتها، لكنها جاءت متأخرة بفضل الوعي الاجتماعي، والحكومي، وبفضل قوة المنطقة، وتماسكها، وان الواقع سيكون كلمة واحدة: لن تفلحوا في مآربكم، وحتى لو انتجتم ملايين الأفلام والمسلسلات.

كاتب سعودي

آخر الأخبار