الأربعاء 15 يناير 2025
18°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 د.خالد الجنفاوي
كل الآراء

اِسْتِرْدَاد الثِّقَة بِالنَّفْس

Time
الخميس 05 سبتمبر 2024
View
40
د.خالد الجنفاوي
حوارات

تضيع الثِّقَة بِالنَّفْس لأسباب أسريّة، أو شخصيّة، أو اجتماعيّة محدّدة، ويتجسّد ضياعها في تضاؤلها الشديد والملاحظ، وعدم قدرة الانسان على تحقيق أولوياته وأهدافه المشروعة.

ومن علامات ضياع الثِّقَة بِالنَّفْس وأسبابها، وكيفية استردادها في عالم اليوم المضطرب، نذكر ما يلي:

-علامات الضياع: يتّصف من بدأت تتلاشى ثقته بنفسه بتردّده في اتخاذ القرارات الحياتيّة الاعتياديّة، التي كان لا يواجه في الماضي القريب أي مشكلة في اتخاذها.

ويظهر في كلامه وتصرّفاته العامّة انعدام الشعور بالأمن، وقابليته للتعرّض في أي وقت للإستفزاز السريع، أو للوقوع ضحية للاستغلال، أو للإبتزاز من النفر السيّء، وربما ستجده حذراً بشكل لا منطقي تجاه ما لا يتوجّب منطقياً الخوف منه.

ومن العلامات هو التحيّر الشديد للإنسان في حلّ مشكلات حياتية عاديّة بسبب خوفه من ارتكاب الأخطاء، ومقارنته السلبيّة الدائمة لنفسه مع الآخرين.

-الأسباب: يمثّل ضعف تقدير الانسان لذاته أبرز أسباب ضياع ثقته بنفسه، والتعرّض لتربية أسريّة نرجسيّة وفاشلة على يد ولي أمر مضطرب، وغير ناضج نفسياً، يتسبب بضعف ثقة الطفل بنفسه، وربما لنشأة الطفل في بيئة أسريّة ممتدة متخلّفة علمياً وثقافياً ودينياً وحضارياً، وبسبب اختلاط الفرد منذ الصغر بنوعية معيّنة من الأشخاص ضعفاء الشخصيات وينتمون للثقافة الاجتماعية السلبيّة نفسها.

وتضيع ثقة الشخص بنفسه عندما يتعرّض لضغوط نفسيّة شديدة للغاية، لا يستطيع تحمّلها لافتقاده بعض المهارات الحياتيّة الضروريّة، وربما بسبب التعرّض للحروب المدمّرة، أو لكونه ضحية للنزاعات العرقية، أو الطائفية، أو الدينية في عالم اليوم.

وربما بسبب تخلّف المناهج التعليمية، وبسبب التعوّد على الإستعباد النفسي والفكري في بعض التجمّعات البشرية التي طغى فيها الاستبداد لسنوات طويلة.

-اِسْتِرْدَاد الثِّقَة بِالنَّفْس: أولى خطوات استرجاع الثِّقَة بِالنَّفْس تبدأ باسترداد الاستقلاليّة الفكريّة بسبب أن ضياع ثقة الانسان بنفسه، يتسبب بتبعيّته العمياء للأيديولجيّات المتخلّفة، والاستبداديّة لفترات طويلة.

تعرف الإنسان بدقّة على نقاط ضعفه، واستبدالها بسلوكيّات الثقة بالنّفس بأسرع وقت ممكن، وبوضع قائمة جديدة كاملة بالقيم وبالمبادئ الأخلاقيّة الشخصية التي يرغب المرء بأن تقود حياته من الآن فصاعداً.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi

آخر الأخبار