زين وشين
اينما كانت مراجعتك في دائرة حكومية، او حتى في القطاع الخاص، ابحث عن العامل الآسيوي من الجنسية المعروفة اياها، فإن وجدته فتأكد ان معاملتك منتهية.
سلم للعامل الآسيوي معاملتك، ومعها مبلغ من المال، واجلس على كرسي الانتظار حتى يأتيك بها خالصة، حتى لو كان عليها رسوم يؤدي هو الواجب!
خصوصا في المستشفيات، الخاصة والحكومية، من الدخول على الطبيب إلى الفحوصات إلى كل ما يطلب منك، أما إذا كنت تريد ان تعرف، وبالتفصيل الممل اخبار اي ادارة حكومية فما عليك إلا ان تتحدث مع واحد او مجموعة منهم، ثم مهم جداً ان تعطيهم الامان مع مكافآة بسيطة، اجعلها على دفعات، بعدها يعطوك كل ما يدور في مكان عملهم، فهم دقيقو الملاحظة، وبمنتهى الذكاء، ويعرفون كل شيء، رغم تجاهلهم من العاملين على اساس انهم لا يفهمون، وهذا غير صحيح، وهنا مربط الفرس، يتحدث عمال "مستشفى جابر" عما يجري في المستشفى بعد التاسعة مساء، حيث يبدأ المرضى الوافدون بمراجعته، الذي هو بالاساس مخصص للكويتيين فقط.
إلا انه بعد التاسعة مساء يفتح الأطباء الوافدون الباب الخلفي للمرضى الوافدين، ويتم علاجهم خلسة، وقديما قيل من كانت امه خبازة شبع خبزاً، وهؤلاء كلهم ابناء جلدة الأطباء الموجودين في المستشفى، وهم اولى بالمعروف على اساس أنهم الاقربون.
المهم ان "عيال الخبازة" لهم مواعيد خاصة، وابواب يدخلون منها، طبعا كل هذا يحصل بغياب الرقابة الصارمة، وكاميرات المراقبة التي لا تعمل، وان عملت فهي لا تراجع، والعين الحمراء التي نحن بأمس الحاجة اليها في كل مرافق الحياة، وليس بمستشفى جابر فقط، فهناك "عيال الخبازة" في كل مكان.
حين عيون مسؤولو المستشفى تغط في سبات عميق، تكون عيون العمالة الآسيوية مفتوحة على الاخر، تراقب، وتدقق، وتسجل الملاحظات، والان وصلت إلى حد التصريح، لمن يطمئنون لها من المواطنين، على طريقة "حرام بابا حرام".
كل مواطن يراجع هذا المستشفى، ويسمع من العمال الآسيويين يميل إلى تصديقهم، فليس لهم مصلحة في الكذب، وهم يرون امامهم ما يجري بعد التاسعة مساء الى درجة ان هناك عمليات تجرى في الليل وهي ما تسمى "عملية اليوم الواحد"، ويخرج المريض الوافد مع ساعات الفجر الاولى من دون تحويل، ولا ورقة دخول، ولا يدفع رسما.
هذا كله يجري في المستشفى المخصص للكويتيين فقط، والكويتي مع الآسف يعطى مواعيد طويلة، ويشترط عليه التحويل، والإجراءات الطويلة، والله المستعان...زين.