تزايد النساء العاملات في القطاع العقاري المحلي يمهد الطريق نحو سوق أكثر تنوعاً وشمولاً
البحر: المرأة الكويتية تلعب دوراً مكملاً في طريق التنمية والتطوير الحضاري
الخبيزي: الوسيطة العقارية قريبة من فهم احتياجات العملاء الرجال والنساء
مروة البحراوي
تثبت المرأة الكويتية عاما تلو الآخر قدرتها على مواكبة لغة العصر، وتمكنها من العمل كعنصر فعال في مختلف المجالات والقطاعات الاقتصادية ومن بينها قطاع الوساطة العقارية، حيث لوحظ في الآونة الأخيرة تزايد إقبال العنصر النسائي ورغبتهن في العمل بمجال الوساطة العقارية ومنافسة الرجال في هذه المهنه التي يغلب عليها الطابع الذكوري لسنوات طويلة، بحيث تجاوز عدد وسيطات العقار الكويتيات نحو الـ100 وسيطة عقارية.
التقت "السياسة" بعدد من وسيطات العقار الكويتيات للتعرف على تجربتهن في العمل بالسوق العقاري وتحدياتهن للنهوض بالعمل الاقتصادي في ظل سيطرة المفهوم الذكوري من جهة وتغير الظروف الجيوسياسية من جهة أخرى، فأكدن أن الكويت دائما وأبدا حاضنة للمرأة ومشجعة لها وأن اسهاماتهن في الوساطة العقارية واضحة للجميع منذ بداية عمل المرأة في مهنة الوساطة على يد الوسيطة العقارية الأقدم منيرة الحساوي وحتى وقتنا الراهن.
سمعة طيبة
بدورها، قالت الخبيرة والوسيطة العقارية سبيكة البحر صاحبة شركة "البحر للوساطة العقارية" أعمل في مجال العقار منذ أكثر من 25 عاما، وكنت في السابق أعمل في شركات مطورة للعقار، وأقوم بعمليات التأجير والبيع في مختلف القطاعات العقارية الاستثمارية والتجارية والسكنية وإدارة املاك الغير، وبمرور الوقت نجحت في تأسيس شركة خاصة للعمل في هذا المجال، وأصبح لدى علاقات قوية ومتشعبة مع مختلف الشركات والعاملين في هذا المجال وأصبحت معروفة بين الجميع وأتمتع بسمعة طيبة ومصداقية في السوق العقاري سواء بين وسطاء العقار أو الشركات أو التجار.
وأضافت: كان القطاع في الماضي خاضعا لإدارة الرجال من رواد الأعمال نتيجة لظروف العمل الشاق والجهود البدنية الهائلة التي يتطلبها هذا العمل، ولكن من خلال السنوات الأخيرة تم شمل رائدات الاعمال اللاتي يتمتعن بإمكانات هائلة في الدخول إلى السوق العقاري، وأبدعن في هذا القطاع من خلال مهارتهن وستراتيجياتهن الاستثنائية في اتمام الصفقات العقارية، لذا نلاحظ تزايد النساء اللاتي يدخلن في السوق العقاري المحلي بصفتهن مستثمرات وخبيرات ومشتريات وبائعات للعقار، نظرا لتمتعهن بمعايير عالية الجودة، لذا فهن يمهدن الطريق نحو سوق عقاري أكثر تنوعا وشمولا.
مقومات النجاح
وعن أسباب نجاح المرأة في القطاع العقاري قالت إنها تعود إلى النزعة الابداعية الفطرية لدى المرأة وقدرتها على القيام بعدة مهام في الوقت ذاته، والقدرة كذلك على الجمع بين الابتكار والابداع والاهتمام بأدق التفاصيل، مما يحدث ثورة في القطاع المحلي وهو ما يعكس مهارة المرأة وتنوع امكاناتها في ممارسة العمل العقاري، ويعزز شمولية القطاع والدفع بعجلة التنمية.
وأضافت أن زيادة استقلالية المرأة في الناحية المالية، أهلتها لان تأخذ زمام المبادرة في عالمنا اليوم بصفتها مستثمرة مستقلة، ومبادرة في الاستثمار بشكل كبير في قطاع العقار والوساطة العقارية ودعم الطلب على العقار بمختلف أنواعه.
وفيما يخص نظرة المجتمع للوسيطة العقارية، فقد أكدت تشجيع المجتمع للمرأة للمضى في مجال العقار من ناحية الوسطاء والمكاتب العقارية والشركات، فالسوق بشكل عام مشجع للمرأة على العمل في هذا القطاع، منوهة بأن للمرأة الكويتية دورا مكملا في طريق التنمية والتطوير الحضاري باعتبارها أساس المجتمع وشريكة الرجل في التنمية والتطوير الحضاري، بما يتناسب مع رؤية الكويت الجديدة 2025، مؤكدة أن المرأة قطعت خطوات واسعة في شتي المجالات خاصة العقاري منها، وهو ما يعكس تزايد إقبال حضور المرأة في السوق وممارستها لأعمال الوساطة العقارية وانجازاتها في اغلاق صفقات عقارية ناجحة.
وأردفت: لا أرى أي تحديات تواجه المرأة في عمل الوساطة العقارية، ففي بداية دخول المرأة في المجال كانت تعاني من صعوبة وتحديا لاثبات نفسها في هذا المجال، وكان يجب على المراة ان تبذل مجهودا أكبر لتثبت نفسها امام الرجال وأن تكن لها مصداقية في مجال الوساطة، وتثبت حضورها وفعاليتها وجهودها في الخروج إلى مواقع ومعاينة عقارات ومقابلة الشركات، وما ان نجحت في كسر هذه الحواجز أصبحت من رائدات الاعمال في الوساطة العقارية وغيرها من القطاعات ذات الصلة.
اول وسيطة عقارية
بدورها، قالت هنوف الخبيزي إنها تعمل في مجال الوساطة العقارية منذ 2010، ولم تكن أول من خضن هذه التجربة في عالم الوساطه العقارية، فقد سبقتها إليها ا. منيرة الحساوي التي تعد أول وسيطة عقارية كويتية لها العديد من التجارب والخبرات، التي مهدت لها ولغيرها الطريق للمشاركة في هذا المجال، والوقوف جنباً إلى جنب الوسيط الرجل في مجال الوساطة العقارية.
وأضافت: منذ بداية عملي في هذا المجال، شاهدت ترحيب الكثير من العاملين في مجال الوساطة العقارية، وكذلك الباحثون عن العقارات للشراء أو البيع، فالجميع كان داعما ومرحبا ومشجعا لنا، ونوهت إلى المميزات التي تتمتع بها الوسيطة العقارية من حيث قربها من فهم ما تحتاجة العميلة من عملية الشراء خلال عمليه البحث عن العقار المناسب، إذ أن المرأة بشكل عام تهتم وتركز على الجوانب الجمالية وسبل الراحة في العقار، في حين اكثر ما يهم الرجل في العملية الشرائية هو عمر البناء وتكلفة بيعه.
تحديات وحلول
وعن التحديات التي تواجه مهنة الوساطة العقارية بشكل عام ووسيطات العقار بشكل خاص، قالت الخبيزي إن عدم وجود رادع قوي وواضح للدخلاء على المهنة يعتبر أكثر التحديات التي تواجه العاملين في هذه المهنة، لافتة إلى أن الذين يعملون في الوساطه العقاريه دون ترخيص يسببون فوضى ويسيئون إلى المهنة من خلال ممارسة عمليات النصب والاحتيال العقاري، التي باتت تسيء لصورة الوسيط المرخص والمعتمد من قبل وزارة التجارة.
وأضافت ان تحديات الوساطة العقارية تشمل الرجل والمرأة على حد سواء، إلا أنها أصبحت أقل حدة عن سابق عهدها، وذلك بعد قيام الإتحاد الكويتي لوسطاء العقار بتذليل الكثير من الصعوبات والتحديات التي تواجه عمل الوسيط العقاري وذلك من خلال توفير مرجع واضح ومحدد للمعلومات، فالعمل تحت مظلة الاتحاد قضى على مشكلة المعلومات العشوائية.
كما نوهت الخبيزي إلى تنظيم الاتحاد العديد من الدورات التدريبية لمواكبة مستجدات السوق العقاري وما يطرأ عليه من قوانين، كل هذا ساهم بشكل مباشر في تسهيل عمل الوسيط العقاري الكويتي.
وفيما يتعلق بالرخص ذات الطبيعة الخاصة ومنها الرخص المنزلية لمزاولة مهنة الوساطة العقارية، فقد أشارت الخبيزي إلى أن لكل قرار أو فكرة تطرأ على سوق العقار شقين إيجابي وسلبي، وللتميز بين الاثنين وقياس نجاح القرار من عدمه، يجب انتظار تطبيقه على أرض الواقع، ومن خلال متابعتي مع الجهات المعنية لقياس سلبية أو إيجابية القرار على سوق الوساطه العقارية، لم أسمع شكوى محددة تخص اصحاب الرخص المنزلية.