الوطن ثم الوطن ثم المواطن
بعد إعلان التوقف عن الكتابة لفترة غير معروفة، ونتيجة لأهمية هذا الموضوع الإنساني الذي دعاني للعودة الاستثنائية، وهو قرار الحكومة بإزالة سبعمئة بيت شعبي في منطقتي الصليبية وتيماء، اللتان طالبت بإزالتهما عندما كنت محافظاً للجهراء، أي قبل ما لا يقل عن عشرين عاماً، بسبب تشويه هذا النموذج للمساكن الشعبية بإضافة "الشينكو"، وبعض الاصباغ، وأمور أخرى، مما جعل منظرهما لا يصلح أن يكونا في دولة كالكويت، وبشرط تأمين مناطق بديلة لقاطنيها، إلا أن الحكومة لم توافق، آنذاك، كعادتها على اتخاذ قراراتها المتأخرة التي تتسبب بزيادة التكلفة على مشاريعها، وكأنها تتعمد خسارة أموالها.
ولو قررت الإزالة في ذلك الوقت لكانت تكلفة الإزالة وبناء المساكن الجديدة نصف المبالغ المطلوبة حالياً، وانتهت الأمور باستغلال الأراضي لإنشاء الحدائق، وألعاب الأطفال، ومشاريع أخرى.
كما أمنت لأهالي المنطقتين مساكنهم الجديدة من دون مشكلات ودعاوى على الحكومة.
كما هو معروف عند أي إزالة لا تتم إلا بعد تجهيز البديل بكامل متطلباته، قبل اتخاذ القرارات العاجلة من دون التفكير بمساوئ نتائجها.
كما يجب علينا أن نفرق بين المزورين من "البدون"، وملاحقتهم لكشف هوياتهم الأصلية، وبين تشريدهم من مساكنهم مع قلة إمكانياتهم المادية.
فالإجراء القانوني يختلف عن الإجراء الإنساني، وطالما نحن في بلد الإنسانية أناشد قائده بكل تقدير واحترام صاحب القلب الكبير، سيدي صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، الذي علمنا واخوانه، رحمهم الله جميعاً واسكنهم فسيح جناته، الرحمة والكثير من الصفات الحميدة، السماح لهذه الاسر المكونة من كبار السن، والنساء، والأطفال تثبيتهم بمساكنهم الى حين الانتهاء من انشاء المدن الجديدة، وكما صبرت الحكومة كل هذه السنوات على هذا الوضع فلا ضرر ولا ضرار من صبرها سنتين أو ثلاث سنوات.
يقول محمد السديري
"لا تحسبون الرزق في كثرة المال
الرزق ابوابه من الله كثيرة
ناس رزقهم مال ولا معهم عيال
ناس مناصبهم عليهم كبيرة"
اللهم احفظ الكويت وشعبها من كل شر ومكروه.
مواطن كويتي