الاثنين 16 سبتمبر 2024
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
هل تغير 'فاتح 300' الإيرانية 'قواعد اللعبة' بين روسيا وأوكرانيا؟
play icon
جنود أوكرانيون يشاركون في تمرين تدريبي لمحاكاة الضحايا تديره القوات المسلحة البريطانية كجزء من برنامج في جنوب إنكلترا (وكالات)
الدولية

هل تغير "فاتح 300" الإيرانية "قواعد اللعبة" بين روسيا وأوكرانيا؟

Time
السبت 07 سبتمبر 2024
View
90
طهران تعزز موسكو بمئتي صاروخ قادرة على استهداف البلدات من مسافات أكبر وقد تُستخدم لضرب مدن عدة

موسكو، عواصم – وكالات: تسلمت روسيا شحنة تضم نحو 200 صاروخ باليستي من إيران، في تصعيد كبير لدعم طهران لحرب موسكو ضد أوكرانيا، حيث تشير المعلومات الاستخباراتية التي اطلعت عليها أوكرانيا إلى تسليم صواريخ "فاتح 300"، التي تستطيع الوصول إلى أهداف على بُعد يصل إلى 70 ميلاً، وقالت مصادر عسكرية أوكرانية إن سفينة روسية نقلت الصواريخ إلى ميناء غير معلن في بحر قزوين يوم الأربعاء الماضي، فيما وصفت مصادر الأسلحة بأنها "تغيير لقواعد اللعبة" بالنسبة للروس لأنها ستعزز قدرة موسكو على استهداف المدن والبلدات الأوكرانية من مسافات أكبر.

وكان المسؤولون الغربيون اطلعوا في وقت سابق على معلومات استخباراتية تشير إلى اتفاق بين البلدين بشأن تسليم هذه الأسلحة، وقد حذرت دول حلف شمال الأطلسي "الناتو" إيران من إرسال صواريخ باليستية إلى روسيا، وقالت مجموعة الدول الصناعية الكبرى السبع "جي 7" في منتصف يونيو الماضي "نطالب إيران بالتوقف عن مساعدة روسيا في حربها ضد أوكرانيا وعدم نقل الصواريخ الباليستية والتكنولوجيا المرتبطة بها، حيث سيشكل ذلك تصعيداً مادياً كبيراً وتهديداً مباشراً لأمن أوروبا".

ومن المتوقع أن تواصل إيران تدفق الأسلحة إلى روسيا على الرغم من مخاطر فرض عقوبات غربية إضافية، وقال مصدر دفاعي أوكراني "إذا قُتل المدنيون في أوكرانيا بسبب هذه الصواريخ، فإن إيران ستدفع ثمنًا مضاعفًا لذلك. سيكون الرد قاسياً"، لكن المصدر لم يوضح طبيعة هذا الرد، وقال الزميل البارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى فرزين نديمي لصحيفة "التايمز" البريطانية إنه "يمكن أن يكون لهذا تأثير حقيقي على ساحة المعركة في شرق دونباس"، مضيفا أن هذا يعزز الحاجة إلى تمكين أوكرانيا من استخدام الأسلحة الغربية بعيدة المدى، مثل صواريخ "ستورم شادو" البريطانية الصنع، لضرب أهداف مهمة داخل روسيا.

وتابع نديمي "هذه صواريخ تكتيكية يصل مداها إلى 120 كيلومتراً، لذا سيتم استخدامها بشكل أساسي لأغراض تكتيكية، لكن الروس لا يزالون قادرين على استخدامها لمهاجمة مدن مثل خاركيف وسومي والمناطق الخلفية للجيش الأوكراني في دونباس ودنيبرو."، مضيفا أن مصدر قلقه الرئيسي هو أن هذه الصواريخ قد تمهد الطريق لتسليم نسخ ذات مدى أطول يمكن أن تصل إلى نحو 500 كيلومتر، قائلا "هذه الصواريخ ستكون ذات قوة تدميرية حقيقية ويمكن أن تضرب أهدافاً في غرب أوكرانيا".

وتريد بريطانيا السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ "ستورم شادو" لضرب أهداف داخل روسيا، لكن الولايات المتحدة تعرقل ذلك خوفاً من تصعيد النزاع، ويتجاوز مدى صواريخ "ستورم شادو" 150 ميلاً، مما يعني أنها يمكن أن تُستخدم لضرب مطارات أعمق داخل الأراضي الروسية، وذكر المصدر الأوكراني أن الروس سيتلقون تدريبات على استخدام الصواريخ من مدربين إيرانيين في منشأة تدريبية قرب منطقة أشالوك.

وبينما كانت مصادر مطلعة أفادت بأن إيران أرسلت صواريخ باليستية لروسيا لمساعدتها في الحرب ضد أوكرانيا رغم أشهر من التحذيرات من جانب المسؤولين الأميركيين والأوروبيين، فيما نفت طهران ذلك، أطلعت واشنطن الحلفاء على الدليل ومن المرجح أن تقابل الخطوة بمزيد من العقوبات من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على طهران، بحسب المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هوياتها وهي تناقش تقييمات سرية.

وتفيد المزاعم بأن إيران زودت روسيا بمئات من المسيرات خلال الحرب الروسية المستمرة منذ عامين ونصف ضد أوكرانيا، ولكن نقل الصواريخ الباليستية يمثل تورطا أعمق في حرب روسيا، بحسب وكالة "بلومبرج" للأنباء، فيما كانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أول من تحدث عن نقل الصواريخ، وأفادت "بلومبرج" بأن المسؤولين الروس توقعوا بأن إرسال إيران الصواريخ لروسيا وشيك.

في المقابل، قالت بعثة إيران الدائمة لدى الأمم المتحدة في بيان لـ"بلومبرج" إن موقف طهران من الصراع الأوكراني لم يتغير وأنها لا تقدم مساعدة عسكرية لأطراف متورطة في الحرب، مضيفة أن إيران تعتبر تقديم مساعدة عسكرية للأطراف الضالعة في الصراع، وهو ما يؤدي إلى زيادة الخسائر البشرية وتدمير البنية التحتية والابتعاد عن مفاوضات وقف إطلاق النار، غير إنساني، وبالتالي لا تمتنع إيران عن الانخراط في مثل تلك الأفعال فحسب، ولكن أيضا تدعو الدول الأخرى لوقف توريد الأسلحة للأطراف الضالعة في الصراع، وكانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اتهما إيران بتزويد روسيا بمسيرات لتستخدمها الأخيرة في حربا ضد أوكرانيا، غير أن طهران وموسكو نفتا الاتهام.

آخر الأخبار