الاثنين 16 سبتمبر 2024
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 د.نايف العدواني
كل الآراء

الاستيطان ألوان وأنواع

Time
السبت 07 سبتمبر 2024
View
30
د.نايف العدواني

منذ أن وقعت السلطة الفلسطينية اتفاقية أوسلو منفردة مع الكيان الصهيوني، والمعروفة رسمياً بـ"اعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي"، وكان ذلك في الثالث عشر من سبتمبر 1993، وبحضور الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، وتمت نسبة الاتفاقية لأوسلو النرويجية الت وقعت فيها وبوساطة ورعاية نرويجية، فإن هذا الامر أخرج القضية الفلسطينية من وعائها العربي، والإسلامي، كقضية مركزية للعرب، والمسلمين، لوجود القدس في فلسطين وما له من قدسية، ورمزية لهما، الى الوعاء العالمي، أو ما يسمى "فلسطنة" القضية من أصحابها الفلسطينيين، وعزل العرب، والمسلمين من التدخل في حل الصراع.

هذا الاتفاق في ما شمل حل الدولتين، وتقسيم المناطق المحتلة الى أجزاء" A، B ،C ،D"، وقطاعات، وأرجأ الاتفاق عليها، فيما اندرجت الكثير من التفاصيل في الاتفاقية، وكما يقال فإن "الشيطان يكمن في التفاصيل".

لكن الكيان الصهيوني أصدر الكثير من القوانين، ووضع العراقيل، والعقبات، ومنها منع البناء في الضفة الغربية حيث يشكل البناء ما نسبته 40 في المئة فقط، ووضع الحواجز، والاسوار لمنع تواصل الفلسطينيين، وشرعن للاستيطان.

فهناك استيطان مادي ببناء المستعمرات التي تحيط بالضفة الغربية بما فيها القدس، وهناك الاستيطان الديني ببناء مقار دينية يهودية للمتشددين، وهناك استيطان سياحي بالسماح لليهود باستغلال الأراضي للأعمال السياحية، عنوة عن سكانها العرب.

وأخيرا خرج علينا الكيان ببدعة الاستيطان الرعوي، بالسماح لليهود المسلحين باحتلال أراضي زراعية تخص الفلسطينيين وتسويرها، وجلب حيواناتهم للرعي فيها، من دون أن يقدر أحد على ردعهم، ومن دون أن تتدخل السلطة الفلسطينية، أو أن تستطيع فعل شيء، فقد تنازلت عن حقوق الشعب الفلسطيني لليهود، وفقا لهذا الاتفاق ضمنياً، وأعطت اليهود كل ما يريدون ويتطلعون إليه، ولا عزاء للحقوق، والاتفاقيات، اذ كما تقول القاعدة الصيهونية "من يملك الكل يملك الجزء".

دكتور في القانون ومحام

[email protected]

آخر الأخبار