فَكُّ شَفْرَة شخصية الآخر

حوارات

كل شخصية إنسانية مُشَّفرة فطريًّا، أو بسبب تطبّعها برموز ذاتيّة تختلف عن شخصيات الآخرين.

وتشير عملية فكّ شفرة الشخصية في هذه المقالة الى قدرة المرء اللّبيب على ترجمة غموض بعض الشخصيات التي يراها، ويتعامل معها في حياته، الخاصة والعامة، بهدف فهمها واستيعاب المبادئ الأخلاقيّة التي يرتكز عليها الطّبع الأصلي للفرد الآخر، وبقصد التعامل معه بشكل فعّال ومناسب.

ومن بعض أساليب ووسائل فكّ شفرة الشخصية، نذكر ما يلي:

- تناقض الكلام مع لغة الجسد: يستطيع المرء العاقل، لا سيما الفطِن، معرفة بعض قيم ومبادئ وأهداف الانسان الآخر بمراقبة تناقض كلامه مع لغة جسده.

فلغة الجسد عند الفرد هي التي تكشف عن الرسالة الحقيقية التي يرغب في توصيلها الى الآخر، وما هي الدوافع النفسيّة وراء بعض تصرّفاته الغريبة، وبالنسبة للأريب الحاذق، رؤية كيف يحرّك الآخر جسده بينما يتكلّم أهم كثيراً من السعي فقط الى فهم الكلمات التي تخرج من فمه.

- اِعْرِف شَغَف الانسان تعرف شخصيته: توجد فكرة نموذجيّة ورئيسية شبه ثابتة تسيطر على شخصية كل إنسان، ومهما حاول إخفائها عن الآخرين فهي ستظهر رغماً عنه في زلاّت لسانه وجسده، وكلما عرف "فكّاك الشّفْرة" ما يشغف قلب الآخر، وما يسيطر على فؤاده كشف عن جانب كبير من شخصيته، واستطاع بشكل فعّال التعامل معه بشكل مناسب.

- أَنْصِتْ الى حسّك الغريزيّ: يخرج الإحساس الغريزي من العقل الباطن كإشارة أوليّة تحذيريّة ترشد الانسان كيف له أن يتصرّف وفقاً للظرف الذي يجد نفسه فيه.

ومن يشحذ عقله الباطن ويطوِّره ويغذّيه بالمعلومات الأساسية عن الشخصية الإنسانية الأوليّة، سيكون حسّه الغريزيّ صديقه الصدوق الذي يعينه على مناورة صعوبات الحياة.

- رَاقِبْ وأَنْصِتْ وتعلّم فكّ شفرة الشخصية: إذا كان يوجد نصيحة تفيد في سياق تحليل شخصيات الآخرين فهي تتجسّد في حرص فَكَّاك الشَّفْرة على شحذ بصره، وبصيرته، وسمعه عندما يكون في العالم الخارجي، فليس كل ما يراه المرء في الحياة العامّة يعكس الحقيقة، وليست كل كلمة منطوقة تعني ما يقصد بها لفظيًّا، فلعلّ وعسى.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi