أوكرانيون يتفقدون مبنى دمرته ضربة عسكرية روسية بقرية يامبيل في منطقة سومي (وكالات)
رئيسا استخبارات البلدين: تزويد طهران موسكو بصواريخ باليستية سيُعد تصعيداً كبيراً
واشنطن، لندن، موسكو، طهران، عواصم ووكالات: ستُظهر إيران "تصعيدا كبيرا" في دعمها لروسيا، إذا قامت بتزويدها بصواريخ باليستية لدعم حربها في أوكرانيا، وفقًا لما صرّح به مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" ويليام بيرنز، كما حذر بيرنز ونظيره البريطاني ريتشارد مور، خلال ظهور مشترك في لندن، من أن التعاون العسكري بين البلدين يتزايد عمقًا، وقال بيرنز: "إذا قامت إيران بإرسال أي نوع من الصواريخ الباليستية، سواء كانت قصيرة المدى أو غيرها، فسيُعد ذلك تصعيدًا كبيرًا في تلك الشراكة الدفاعية".
وبينما كانت وكالة "بلومبرغ" قد أفادت يوم الجمعة الماضي بأن إيران أرسلت صواريخ باليستية إلى روسيا، متحديةً تحذيرات استمرت لأشهر من المسؤولين الأميركيين والأوروبيين، رفض ويليام بيرنز تأكيد حدوث عملية النقل خلال فعالية نظمتها صحيفة "فاينانشال تايمز" في لندن يوم السبت، بينما قال رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني "إم 16" ريتشارد مور إنه في حال استخدام هذه الصواريخ في ساحة المعركة في أوكرانيا "فسيكون الأمر واضحًا للغاية"، مضيفا أن "هذه الأسلحة تسقط، تنفجر، تقتل المدنيين، وتدمر بنيتهم التحتية للطاقة"، مردفا: "هذا هو ما تختار إيران فعله، فهي تختار مساعدة روسيا في تنفيذ هذه الأمور".
وأشار بيرنز إلى أن العلاقة الدفاعية بين موسكو وطهران هي "شراكة ذات اتجاهين"، قائلا "لدى روسيا القدرة على فعل العديد من الأشياء التي تساعد في تحسين صواريخ إيران الباليستية، مما يجعلها أكثر خطورة عند استخدامها ضد أصدقائنا وشركائنا في جميع أنحاء الشرق الأوسط"، مؤكدا أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ستواصل إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا، لكنه أضاف أن خطر التصعيد مع روسيا يجب أن يؤخذ على محمل الجد، مشيرا إلى أن هناك لحظة في خريف عام 2022 كان فيها "خطر حقيقي من استخدام الأسلحة النووية التكتيكية"، لكنه أكد أن الولايات المتحدة وحلفاءها لا يجب أن يخضعوا لما وصفه بـ "التهديدات الجوفاء" من جانب موسكو، قائلا إنه زار نظيره الروسي سيرغي ناريشكين في نهاية عام 2022 ليوضح بشكل قاطع العواقب المترتبة على مثل هذا التصعيد.
وانتقد بيرنز ومور ما وصفاه بحملة تخريب تقوم بها أجهزة الاستخبارات الروسية في الدول الغربية، حيث تدفع لعصابات إجرامية محلية لتنفيذ عمليات حرق متعمد وتخريب في أوروبا، وقال مور إن الاعتماد على العناصر الإجرامية يظهر أنهم في حالة من اليأس، وتابع: "أعتقد أن أجهزة الاستخبارات الروسية أصبحت متوحشة إلى حد ما، بصراحة".
وكانت الولايات المتحدة قد أبلغت حلفاءها بأنها تعتقد أن إيران قامت بنقل صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى روسيا لاستخدامها في حربها على أوكرانيا، وفقًا لشخصين مطلعين على الأمر، ولم يقدم المصدران أي تفاصيل حول عدد الأسلحة التي تم تسليمها أو توقيت عمليات النقل، لكنهما أكدا نتائج الاستخبارات الأميركية، ورفض البيت الأبيض تأكيد عمليات نقل الأسلحة، لكنه أعاد التأكيد على مخاوفه بشأن تعميق إيران دعمها لروسيا.
وكان البيت الأبيض قد حذر طهران منذ أشهر من نقل صواريخ باليستية إلى روسيا، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، شون سافيت، في بيان: "إن أي نقل للصواريخ الباليستية الإيرانية إلى روسيا سيمثل تصعيدًا كبيرًا في دعم إيران لحرب العدوان التي تشنها روسيا على أوكرانيا، وسيؤدي إلى مقتل المزيد من المدنيين الأوكرانيين."، وتهدد هذه الشراكة الأمن الأوروبي وتوضح كيف يصل تأثير إيران المزعزع للاستقرار إلى ما هو أبعد من الشرق الأوسط، بل يمتد حول العالم."، وكانت إيران تزود روسيا بالأسلحة منذ خريف 2022، وخاصة من خلال طائراتها الهجومية المسيرة "شاهد"، وتُعد هذه الطائرات أكبر مساهمة تقدمها طهران في الحرب الروسية بسبب حجم الضرر الذي يمكن أن تلحقه.
وتأتي نتائج الاستخبارات الأميركية في الوقت الذي تدعي فيه روسيا أنها استولت على قرية أخرى في منطقة دونيتسك الشرقية، ونقلت صحيفة "موسكو تايمز" عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن القوات الروسية حررت قرية كالينوف التي تبعد نحو 25 كيلومترًا جنوب شرق بوكروفسك، وتقدمت القوات الروسية نحو هذا المركز اللوجستي المهم لأشهر عدة، مما دفع أوكرانيا الشهر الماضي إلى إصدار أمر إجلاء إلزامي للأطفال من المدينة، كما تزعم موسكو أنها استولت على سلسلة من القرى في دونيتسك، حتى في الوقت الذي تكافح فيه لصد هجوم أوكراني كبير على منطقة كورسك.
ويوم السبت، توجه سكان كورسك إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات المحلية، وسيختار الروس حكامًا في 25 منطقة، وأعضاء في الجمعيات التشريعية في 13 منطقة، بما في ذلك منطقتين في القرم المُلحقة، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين المحليين، وكانت قد فاجأت العملية العسكرية الأوكرانية في كورسك التي بدأت في السادس من أغسطس الماضي، حتى داعمي كييف الغربيين، وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي الشهر الماضي إن الهدف من الهجوم هو إقامة منطقة عازلة داخل روسيا لمنعها من شن هجمات أخرى على أوكرانيا، لكنه شدد على أنه ليس لديه رغبة في احتلال الأراضي الروسية بشكل دائم.
وفي الحدث النادر في لندن، قال رؤساء أجهزة الاستخبارات الخارجية البريطانية والأميركية إن التوغل الأوكراني كان إنجازًا كبيرًا قد يغير مجرى الحرب، وقال ريتشارد مور إنه عمل جريء وطموح من جانب الأوكرانيين، لمحاولة تغيير اللعبة بطريقة ما، وأعتقد أنهم إلى حد ما، قد غيروا السرد حول ذلك، مضيفا أن الأوكرانيين بدخولهم واستيلائهم على كورسك، قد جلبوا الحرب بالفعل إلى البيت العادي للروس، بينما قال ويليام بيرنز إن ذلك لم يكن مجرد تعزيز للمعنويات الأوكرانية، بل كشف أيضًا بعض نقاط الضعف في روسيا بوتين وفي جيشه.
أوكرانيا تحذر وإيران تنفي تزويد روسيا بصواريخ باليستية
طهران، عواصم - وكالات: فيما حذرت كييف وطالبت أوكرانيا إيران بعدم تزويد روسيا بالصواريخ الباليستية تحت أي ظرف من الظروف، نفت إيران التقارير بهذا الشأن، قائلة إنها لا تقدم دعما عسكريا لأي من الجانبين، في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية ناصر كنعاني إنه منذ بداية الأزمة الروسية-الأوكرانية، لم تكن إيران أبدا جزءا من الصراع العسكري واستمراره، ودعمت دائما الحل السياسي والحوارات الثنائية لإنهاء الأزمة، رافضا المزاعم بان إيران ترسل صواريخ باليستية الى روسيا، قائلا إن نهج طهران مبدئي وعلني وواضح وراسخ فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، لافتا إلى أن تكرار الادعاء بإرسال صواريخ باليستية إلى روسيا هو أمر له أهداف ودوافع سياسية لبعض الدول الغربية وهو لا أساس له من الصحة على الإطلاق.
من جانبها، قالت وزارة الخارجية الأوكرانية إن تاكيد التقارير الدولية التي تشير إلى أن موسكو تتلقى شحنات من الصواريخ المتطورة من طهران، سيترتب عليه عواقب وخيمة على العلاقات الثنائية بين كييف وطهران، معتبرة تعميق التعاون بين إيران وروسيا لا يهدد أمن أوكرانيا فحسب، بل أمن أوروبا والشرق الأوسط وبقية العالم، مؤكدة أنه يجب على المجتمع الدولي زيادة الضغط على إيران وروسيا لحماية السلام والأمن الدوليين.