حوارات
يعاني بعض الأفراد البالغين من حالة نفسيّة سلبيّة شائعة في عالم اليوم المضطرب، تتمثّل في سعيهم الصبياني الى إدهاش الآخرين وإثارة إعجابهم بهم، اذ يوجد نفر بالغ عمرياً، لكنه مضطرب روحياً لا يزالون يعتقدون أنّ تقديرهم لذواتهم يرتبط ارتباطاً أساسياً بآراء الناس تجاههم، فإذا أُعْجِبَ الانسان الآخر بهم شعروا بالأهميّة، وإذا فشلوا في جذب انتباهه إليهم شعروا بالاكتئاب.
ومن بعض أسباب إدمان إدهاش، وإبهار، وإثارة إعجاب الآخرين، وكيفية الشفاء من هذا المرض السلوكيّ الضّار، نذكر ما يلي:
-أسباب الإدهاش وإثارة الإعجاب: يشعر بعض الأفراد بعدم أهميتهم إذا لم ينجحوا في كسب أكثر عدد من المؤيّدين لهم، وذلك بسبب ضعف تقديرهم لذواتهم، واعتقادهم الخاطئ أنّ الإنسان الآخر سيتحكّم دائماً بكيفية نظرهم إلى أنفسهم.
وربما يشكّل رأيهم الشخصي تجاه ذواتهم، وتمثّل التربية الأسرية السلبيّة أبرز أسباب تعلّق الانسان البالغ بنظرات وبآراء الآخرين، سعياً وراء قبولهم له، فالآب أو الأمهات الفاشلون أسرياً يزرعون في قلوب أبنائهم الاتكالية العاطفية السلبية.
ويتسبّب التعرّض المستمر لضغوط نفسيّة مفتعلة على يد آباء أو أمّهات نرجسيّين ترسّخ ضعف الثقة بالنفس في قلوب أبنائهم، ويؤدي تلقّي مناهج تعليمية تلقينية وفاشلة تربوياً وتدريسياً في زرع الاتكالية السلبية في عقول صغار السن، فيتعوّد التلميذ منذ الصغر على تقديس شخص المعلّم ليس احتراماً له أو لها، لكن بسبب خوفهم الشديد منهم. ويتسبب افتقاد مهارات الاعتماد على النفس بالتعلّق المفرط للإنسان بالآخرين، وبسبب ضعف القدرة على التفكير المستقل في بيئة رجعيّة تروج فيها القبلية، أو الطائفية، أو الفئوية التمييزيّة.
-الشفاء من مرض إثارة إعجاب الآخرين: من يركّز بعزم على إنجاز أولياته الحقيقية لن يهتم كثيراً بآراء الآخرين تجاهه، وهو حرٌّ في ما يفعل ما لم يضرّ.
ومن يسير وفق نهج حياتي منظّم يتناسب مع تطلّعاته وآماله لن يهتم أيضاً بذهاب الناس أو قدومهم، ومن انشغل بنفسه وترك الناس لشؤونهم مشى على طريق الاستقامة الأخلاقيّة.
ومن عاش في الحاضر ذهب عنه أرق الماضي، وقلق المستقبل.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi