أمطار الخير تعم المغرب والسدود تستقبل معدلات قياسية

سقوط نصف المسجلة خلال العام في يومين وبعض المناطق تجاوزت المعدل... ووفاة 11 وفقدان 9 بسبب الفيضانات

الرباط، عواصم - وكالات: فيما تضرب أمطار الخير المغرب، حيث استقبلت السدود معدلات عالية منها خلال الأيام الماضية، وشهدت بعض المناطق سقوط نصف المعدلات المسجلة على مدار العام في يومين وتجاوزت مناطق أخرى المعدل السنوي بأكمله، انهمرت أمطار غزيرة بلغت 47 ملمترا في ثلاث ساعات بمدينة ورزازات، جنوب شرق المغرب، وحتى 170 ملمترا في تاكونيت بإقليم زاكورة غير بعيد عن الحدود مع الجزائر، وكان يرتقب تسجيل "زخات رعدية محليا قوية" بين عصر الأحد وحتى 21:00 ت غ مساء، في عدد من المناطق جنوب، وجنوب شرق المغرب، وفق ما أعلنت مديرية الأرصاد الجوية التي رفعت مستوى الإنذار إلى "البرتقالي"، والسبت، غمرت المياه بعض أزقة مدينة وارزازات المغربية، وقال أحد سكانها "لم نعرف مثل هذه الأمطار منذ نحو عشر سنوات، لقد جاءت في ظرف مهم لأن المنطقة تعاني الجفاف منذ عقد".

وفيما يعاني المغرب من شح المياه بعد ستة أعوام من الجفاف وانخفاض مخزون السدود إلى نحو 28 بالمئة نهاية أغسطس، استقبلت أربعة سدود في إقليمي الراشيدية وتنغير بجنوب شرق المغرب حتى السبت، 20 مليون متر مكعب من المياه منذ بدء تهاطل الأمطار الرعدية في 23 أغسطس، وفق ما أفادت وزارة التجهيز والماء، فيما تم "تحويل 30 مليون متر مكعب من الواردات المائية إلى الواحات والضيعات الفلاحية"، وفق نفس المصدر، وفي منطقة سوس بجنوب غرب البلاد، تلقت أربعة سدود أخرى حتى صباح الأحد نحو 11.2 مليون متر مكعب من المياه.

في غضون ذلك، لقي نحو 11 شخصا حتفهم وفقد تسعة آخرون إثر الأمطار الغزيرة التي سقطت على 17 منطقة جنوب غرب المغرب، بحسب ما أفادت به وزارة الداخلية المغربية، حيث نقلت وكالة أنباء المغرب العربي عن المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية رشيد الخلفي التأكيد أن سقوط الأمطار أسفر أيضا عن فقدان تسعة أشخاص في ثلاثة أقاليم، قائلا إن سقوط الأمطار المسجلة خلال اليومين الماضيين تمثل ما يناهز نصف مقدار الأمطار التي تسقط التي تشهدها المنطقة على مدار السنة، بل وتتجاوز أحيانا، ببعض المناطق، المقدار السنوي المعتاد.

وفيما يتعلق بالخسائر المادية، فقد شهدت المناطق المتضررة، حسب المتحدث الرسمي، تسجيل انهيار 40 مسكنا، منها 24 مسكنا عرف انهيارا كليا وانهيارا كليا أو جزئيا لأربع منشآت فنية متوسطة، وتضرر 93 طريقا ما بين طرق وطنية وجهوية وإقليمية، وانقطاع حركة السير بها، مشيرا إلى أن السلطات تمكنت حتى الآن من إعادة حركة السير بـ 53 طريقا منها.

وقال الناطق باسم وزارة الداخلية إن الوفيات توزعت على كل من أقاليم طاطا سبعة اشخاص، وإقليم تزنيت شخصان، والراشيدية شخصان أحدهما من جنسية أجنبية، فيما ينتمي المفقودون إلى أقاليم طاطا والراشيدية وتارودانت، لافتا الى ان هذه الحصيلة أولية، ومشيرا إلى تسجيل أضرار وخسائر مادية كحصيلة أولية جراء انهيار 40 مسكنا وأربع منشآت فنية والحاق اضرار بشبكات الكهرباء والماء والهاتف في هذه المناطق أيضا، مشيرا إلى تضافر جهود المعنيين وتسخير الموارد البشرية واللوجستية كافة، لمواجهة الاوضاع الطارئة ودعم السكان، مهيبا بالسكان المحليين والزوار بتوخي الحذر الشديد بسبب الطقس غير المستقر واتباع جميع الإرشادات الصادرة عن السلطات.

وفيما أكد بيان صادر عن وزارة التجهيز والماء نشر نحو 200 شخص و96 معدة لتهيئة الطرق لاستعادة حركة المرور في المناطق المتأثرة، شهدت مناطق، جلها جافة وصحراوية، جنوب وجنوب شرق المغرب أمطارا رعدية غزيرة، في ظاهرة استثنائية شملت أيضا أنحاء صحراوية في الجزائر، وفي المغرب تأثرت مناطق عدة، أغلبها شرق جبال الأطلس الكبير، بشدة بكتل هوائية استوائية غير مستقرة بسبب صعود استثنائي للجبهة المدارية جنوب البلاد، وتلاقت مع كتل أخرى باردة قادمة من الشمال ما أدى إلى تشكل سحب عنيفة وغير مستقرة، وفق ما أوضح مسؤول التواصل في المديرية العامة للأرصاد الجوية الحسين يوعابد، ونقلت صحف مغربية عن مسؤولين محليين، أنباء عن تسجيل عدد من الوفيات وعدد من المفقودين، بينما طالب مواطنون بإقليم طاطا، بإيفاد طائرة مروحية لتسهيل عملية البحث عن المفقودين من جراء السيول التي اجتاحت دوار أوكرضا بمنطقة سموكن، التابعة لجماعة تمنارت، بحسب ما نقل موقع "هسبريس".

وكانت المديرية العامة للأرصاد الجوية في المغرب، أفادت سابقا بتوقع حدوث تساقطات مطرية رعدية قوية جدا مصحوبة بحبات البرَد وهبات الرياح مرتقبة من السبت إلى الأحد الماضيين بعدد من مناطق المملكة، وفقا لما ذكرت وكالة "أنباء المغرب العربي" الرسمية، وأوضحت المديرية، في نشرة إنذارية من مستوى يقظة "أحمر"، أن هذه الظاهرة (60 – 100 ملم) مرتقبة السبت ابتداء من الساعة الثامنة ليلا إلى الساعة الحادية عشرة ليلا من الأحد بكل من عمالات وأقاليم فكيك، الرشيدية، زاكورة، تنغير، ورزازات وطاطا.