بزشكيان يزور بغداد... و154 إعداماً تلطخ أسابيع ولايته الأولى... وطهران تعتزم ترحيل مليوني مهاجر غير قانوني
طهران، فيينا، عواصم - وكالات: بعد اتهامه لها بزيادة مخزونها من اليورانيوم بصورة تدعو إلى القلق البالغ، عاد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي للتأكيد أنه يرغب في التفاوض مع إيران بدون توجيه أي تهديدات فيما يتعلق بالنزاع النووي، وقال في مؤتمر صحافي في فيينا إنه يرغب في الاجتماع مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قبل انتخابات الرئاسة الأميركية في نوفمبر المقبل.
في غضون ذلك، يبدأ الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اليوم الأربعاء زيارة رسمية للعراق، هي الأولى منذ تولى مهام منصبه، ونقلت صحيفة "الصباح" العراقية الحكومية عن مصادر في الرئاسة الإيرانية قولها أمس إن زيارة بزشكيان إلى بغداد تأتي بناء على دعوة رسمية من الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد ورئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، وهي الزيارة الخارجية الأولى له منذ تسلمه مهامه رئيسا لإيران، مضيفة أن الزيارة تعكس رغبة الحكومة الإيرانية الجديدة بتعزيز العلاقات الثنائية وتفعيل التفاهمات مع العراق والتوقيع على عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات في المجالات الأمنية والاقتصادية .
وذكرت المصادر أن بزشكيان أكد على القيام بهذه الزيارة رغم تزاحم برنامجه الذي يشمل زيارة الولايات المتحدة الأميركية للمشاركة باجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة بنيويورك، وهو مايعكس اهتمام الحكومة الإيرانية الجديدة بالعلاقات مع العراق في المجالات المختلفة، موضحة أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 10مليارات دولار سنويا ويطمح البلدين إلى زيادتها إلى 20 مليار دولار سنويا، كما ذكرت أن الرئيس الإيراني سيبحث مع المسؤولين العراقيين المواضيع الإقليمية والدولية واستمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة والجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار والعلاقات الإيرانية العربية، حيث كان للعراق دور بارز في تطبيع العلاقات الإيرانية - السعودية.
من جانبه، كشف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية عن إعدام ستة سجناء في زاهدان، كاشفا عن موجة جديدة من الإعدامات في إيران في الذكرى السنوية لانتفاضة التي اندلعت في أعقاب مقتل الشابة الكردية مهسا اميني على يد شرطة الأخلاق في طهران في العام 2022، مؤكدا في تقرير إعدام 154 سجينا خلال الشهور الأولى من عهد الرئيس الإصلاحي الجديد مسعود بزشكيان، قائلا إنه مع اقتراب الذكرى السنوية لانتفاضة 2022، وفي ظل الارتفاع الجنوني لأسعار السلع الأساسية مثل الخبز، يسعى النظام إلى قمع أي تحرك شعبي عبر تكثيف عمليات الإعدام، مضيفا أنه صباح أول من أمس الاثنين، نُفذت عملية إعدام جماعية بحق ستة سجناء في زاهدان، في خطوة تعكس استمرار السياسات القمعية.
وقال إن الأسابيع الأخيرة، شهدت إيران سلسلة من الإعدامات شملت العديد من المدن، ليرتفع عدد الإعدامات المسجلة منذ بداية الشهر الماضي مع تولي الرئيس الجديد لنظام خامنئي منصبه إلى 154 حالة، وإلى جانب الإعدامات، شهد سجن كرج المركزي يوم الجمعة الماضي حالة تسمم جماعي للسجناء بسبب تلوث مياه الشرب، مجددا دعوة المقاومة الإيرانية إلى المفوض السامي لحقوق الإنسان ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والمقررة الخاصة المعنية بوضع حقوق الإنسان في إيران، وكذلك الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء، للتدخل الفوري لوقف موجة الإعدامات والقمع وإنقاذ حياة السجناء المهددين بالإعدام، معتبرا استمرار العلاقات السياسية والاقتصادية مع النظام يعد تقويضاً لمبادئ حقوق الإنسان.
على صعيد آخر، كشف القائد العام لقوى الأمن الداخلي الإيراني أحمد رضا رادان أن السلطات الإيرانية تعتزم اتخاذ إجراءات لترحيل نحو مليوني مخالف لا يحملون إقامة قانونية بحلول مارس المقبل، فيما أكد وزير الداخلية إسكندر مؤمني أن إيران لا تستطيع استقبال عدد كبير من المهاجرين، قائلا "لدينا خطة للتعامل مع الأمر بطريقة منظمة و غير مثيرة للاضطراب، والأولوية هي بالنسبة للمهاجرين غير القانونيين"