حوارات
يشير التفكير المفرط، في هذه المقالة، الى التفكير الزائد عن الحد تجاه أمور حياتيّة متأزّمة، لا يستطيع الانسان التعامل معها بشكل يرضيه، أو على الأقل يقبله.
وهو أيضاً تفكير سلبيّ مدمّر سيأكل الانسان من الداخل مجازياً، وأحياناً حرفياً، ومن بعض علاماته، وأسبابه، وكيفية الشفاء منه، نذكر ما يلي:
- علامات التفكير المفرط: يمثل الاستغراق في الوساوس احدى العلامات البارزة للانغماس في التفكير المفرط، وستلاحظ من هو مصاب بهذه الحالة النفسيّة السلبيّة يتردّد كثيراً في إتخاذ قراراته الشخصية التي لا تتطلّب منطقياً الكثير من التفكير.
وربما يعاني من الصّداع المستمر بلا أسباب عضوية واضحة، وإنعدام الثقة بالنفس والقدرات الذاتيّة، والسوداوية، والإختلال النفسي الاجتماعي، وضعف الإحساس بالمتعة بسبب غلبة الاكتئاب، والانعزال السلبيّ عن الأهل، وعن الأصدقاء.
وربما قلّة الخروج من المنزل، وعدم التمتّع باستنشاق الهواء الطلق، أو المشي الترفيهي في الأسواق المغلقة (المولات) مع الأسرة، أو الأصدقاء، وتخيّل سيناريوهات حياتية قاتمة، ورفض السفر خارج حيّز البيئة السلبية التي يعيش فيها، بسبب خوفه مما يمكن أن يتعرّض له لو أنه سافر وحيداً مع نفسه.
- الأسباب: اجْتِرار الماضي بهدف إصلاح أخطائه سبب بارز للتفكير المفرط، وكَعَرَضْ مبكّر لبدء الإصابة بالاكتئاب، وضعف تقدير الذّات، ولإفراط الرغبة في الإنجاز الشخصي مع عدم الاقتناع بالنجاحات الحياتية السابقة أو الحالية، والتمتّع بجلد الذّات.
وبسبب التعرّض المستمر في فترة الطفولة للنقد اللاّذع المميت على أيدي أولوياء أمور مضطربين نفسياً، والخوف من الخّصام مع الآخرين، والرغبة في التحكّم التّام في كل جوانب الحياة الشخصية، وطلب الكمال في حياة إنسانية غير كاملة.
- الشفاء: تأكيد الذّات، واعتبار التفكير المفرط سلوكا اختياريا يمكن التوقف عنه في أي لحظة، وممارسة هواية مجزية، والتوقّف عن اعتناق الاعتقاد الذاتيّ السلبيّ بأنّ الانسان يمكنه التحكّم في كل شيء في حياته، وأخذ قسط كافٍ من النوم كل يوم، والتوقّف عن اللوم المرضي للذّات، وكتابة المذكّرات.
وربما كتابة الوساوس والأفكار السلبيّة على ورقة ورميها في صندوق القمامة!
كاتب كويتي
@DrAljenfawi