رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني متقدماً مستقبلي الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في مطار بغداد الدولي (وكالات)
بزشكيان استهل زيارته الأولى إلى بغداد بإكليل من الزهور على نصب سليماني والمهندس وشهد توقيع 14 اتفاقية
بغداد، عواصم - وكالات: اتفق العراق وإيران على أهمية العمل الثنائي بينهما لمواجهة التحديات المشتركة في المنطقة، وترأس الرئيسان العراقي عبداللطيف رشيد ونظيره الإيراني مسعود بزشكيان جولة محادثات موسعة ضمت كبار المسؤولين من البلدين وتناولت العديد من الملفات الثنائية في العاصمة العراقية بغداد أمس، ونقلت الرئاسة العراقية في بيان عن الرئيس العراقي التاكيد أن إيران مهمة في دعم واستقرار المنطقة، قائلا إن بلاده تدعم بقوة تعزيز التعاون المشترك معها لمكافحة الإرهاب والتطرف وترسيخ أمن الحدود والعمل على إنهاء التوترات في المنطقة، ودعا رشيد نظيره الإيراني إلى العمل على إطلاق مياه الأنهر الحدودية المشتركة والتوصل إلى تفاهمات مرضية بشأن تقاسم المياه، كما طلب رشيد إيجاد تفاهمات مشتركة وصيغة مناسبة لتسديد المستحقات المالية على الحكومة العراقية للجانب الايراني، وأكد أن العلاقات العراقية الإيرانية متينة وتاريخية وأن إيران دولة جارة مهمة للعراق ولها مكانتها الإقليمية الكبيرة في دعم واستقرار المنطقة، مشددا على ضرورة تفعيل بنود الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين، وتعزيز روابط الصداقة بما يخدم المصالح وإيجاد تفاهمات مشتركة، واستنكر العدوان الذي راح ضحيته رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الشهيد اسماعيل هنية، مؤكدا موقف العراق المبدئي والثابت، تجاه القضية الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني في تحقيق تطلعاته ونيل كامل حقوقه المشروعة على أرضه، مؤكدا أن العراق يدعم أي مبادرة إقليمية أو دولية من شأنها إزالة التوتر وتحقيق الأمن والإستقرار في المنطقة.
من جانبه، أكد الرئيس الإيراني حرص بلاده على تمتين العلاقات مع العراق في شتى الميادين والتنسيق في جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك والتطلع لإيجاد مزيد من الفرص وآليات التعاون، التي يمكن البناء عليها في توثيق عرى الروابط بين البلدين، ودعا إلى تشكيل لجنة مشتركة بين البلدين لوضع برنامج ستراتيجي للتعاون المشترك بما يشمل إقليم كردستان، وقال إننا بأمس الحاجة إلى تفعيل الاتفاقيات الأمنية بين البلدين وردع الإرهاب والتعاون لمحاربة "داعش" لأننا نريد عراقا قويا مستقلا موحدا"، مضيفا "أتعهد بالالتزام بالاتفاقيات التي تم التوصل إليها وسأقوم بمتابعتها ونأمل من الجانب العراقي القيام بنفس الآلية وسنعقد اجتماعات لصيانة هذه المعاهدات والاتفاقيات".
وأشار إلى أن إسرائيل ترتكب أبشع جرائم الإبادة الجماعية والمجازر ضد الفلسطينيين بدعم من الحكومات الأوروبية مما يكشف زيف إدعاءاتها بحماية حقوق الإنسان، قائلا إن الاسرائيليين يستخدمون الذخائر الأوروبية لارتكاب مجازر ضد الشعب الفلسطيني ويطلقون كلمة الإرهاب على كل من يدافع عن نفسه.
بدوره، أكد رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني أهمية العمل الثنائي بين العراق وإيران لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية في المنطقة، مشددا خلال محادثات مع الرئيس الايراني مسعود بزشكيان على اهمية إيران في الاستقرار والتنمية، لافتا إلى أن بلاده تعارض توسعة الصراع في المنطقة وضد خرق سيادة الدول، وقال "تحدثنا كثيرا عن أهمية الاستقرار في المنطقة والتهديد والعدوان الصهيوني في غزة وجرائم الابادة الجماعية التي يقوم بها أمام فشل المجتمع الدولي بالقيام بواجباته لايقاف الإبادة الجماعية"، مضيفا أن "مواقفنا من العدوان الصهيوني واضحة وصلبة ورفض توسعة الصراع وضد خرق سيادة الدول وعدم السماح لأي جهة بارتكاب عدوان مسلح على إيران انطلاقا من الأراضي العراقية ".
وشدد على أن الحكومة العراقية تعمل على ضبط الأوضاع الأمنية على الحدود العراقية الإيرانية، من خلال لجان تم تشكيلها لمسك الحدود ومنع التهريب التي تنعكس سلبا على الأوضاع الداخلية لكلا البلدين، وقال "ماضون بأعمال الربط السككي والطريق البري لنقل البضائع والمسافرين وإنشاء مناطق صناعية حدودية في محافظات واسط والبصرة وميسان وتنفيذ بنود مذكرات التفاهم التي تم التوقيع عليها.
من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لصحيفة "الصباح" العراقية إن العراق أكثر بلد جار بالنسبة إلى إيران، نظرا للعلاقات التاريخية المتجذرة بين الشعبين العراقي الإيراني، مضيفا أن السنوات الماضية أثبتت عمق العلاقات من خلال مجالس التعاون والتنسيق بينهما، معتبرا زيارة بزشكيان التي تعد الأولى له خارج البلاد تعكس أهمية العلاقات الثنائية التي تربط بغداد بطهران، وأن التنسيق والتعاون بين البلدين يصب في مصلحة الأمن والإستقرار في المنطقة ويدعم العلاقات البينية والإقليمية خصوصا وأن العراق بلد كبير في المنطقة ".
وكان بزشكيان وصل للعراق على رأس وفد حكومي رفيع في أول زيارة رسمية له خارج بلاده منذ توليه منصبه، حيث كان في استقباله رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني، واستهل الرئيس الإيراني زيارته بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري الذي شيد في نفس المكان الذي قتل فيه قائد "فيلق القدس" الإيراني السابق قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس مطلع العام 2020 بضربة جوية أميركية على طريق مطار بغداد الدولي، وشهدت الزيارة التوقيع على 10مذكرات تفاهم، حيث استبقت اللجنة العراقية- الإيرانية الزيارة والتأمت ببغداد بحضور 24 مسؤولا من الوفد الوزاري الإيراني لاستكمال إجراءات مذكرات التفاهم في مجالات الشباب والرياضة والمناطق الحرة والغرف التجارية والصناعية والزراعة والموارد الطبيعية والتعاون الثقافي والآثاري والتدريب المهني والتعاون الاعلامي.